أذهلت ابتسامة جنين أمه؛ فرفضت أن تتخلى عنه بعملية إجهاض، رغم تحذيرات الأطباء بأنه سيولد معاقاً، لا يسير ولا يتكلم، وقد خرج للحياة ليبقى تسع ساعات فقط في حضنها، ثم رحل؛ لتبقى فقط صورة ابتسامة “لوسيان” أجمل ذكرى.
وحسب صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، أمس الثلاثاء، ففي نهاية شهر مارس الماضي اكتشفت مدربة الإدارة كاتيا روي (26 عاماً) أنها حامل لأول مرة؛ وهو ما جعلها وزوجها في منتهى السعادة، وزاد تعلقهما بجنينهما حين شاهدا أول مسح ضوئي له بعد ثلاثة أشهر.
لكن المشكلة بدأت مع المسح الضوئي الثاني عندما بلغ خمسة أشهر؛ حيث أخبرها الأطباء بأن مخ الجنين لا ينمو بصورة طبيعية، وأن الطفل سيكون معاقاً.
وعندما استشار الزوجان خبيراً في مستشفى “برمنجهام للأطفال” أكد لهما أن الجنين بالفعل سيولد معاقاً، لا يسير ولا يتكلم، ويحتاج رعاية لمدة 24 ساعة يومياً. وفي الشهر السادس طالب الأطباء الزوجَيْن صراحة بإجراء إجهاض للجنين، لكن حدث ما لم يكن متوقعاً.
وحسب الصحيفة فقد أُجري مسح ضوئي ثلاثي الأبعاد على الجنين، وفي ذلك المسح شاهدت الأم طفلها وهو يبتسم، ويداه تتحركان كأنه يرسل إليها تحية، وفي تلك اللحظة قررت الأم التمسك بالجنين، رافضة كل محاولات الأطباء لإجراء الإجهاض.
وتنقل الصحيفة عن الأم قولها: “حين رأيته يبتسم داخل بطني علمت أنني لا أستطيع أن أنهي هذه الحياة”. وأضافت “إذا كان هذا الطفل يستطيع الابتسام رغم إعاقته فإنه يستحق أن يعيش ما تبقى له من حياة، وحياته التي توقع الأطباء أن تكون قصيرة لا تعني أنه لا يستحق أن يعيشها، طالما لن يتألم”.
وتقول روي: “ربما لا أكون أُمًّا مثالية، لكنني لم أرِدْ شيئاً في الحياة أكثر من العناية بذلك الطفل”.
وتتابع الصحيفة: في 23 أكتوبر الماضي وضعت كاتيا روي مولودها مستشفى “رويال شروبيرى”.
وتقول روي عن تلك اللحظة: “لقد كانت أسعد لحظة في حياتي، كان يمكن لطفلي لوسيان أن يموت في أي لحظة في رحمي، لكنه عاش لنلتقي بعض الوقت”.
وتضيف روي: “لقد كان أجمل طفل في العالم، والحب والمتعة اللتان شعرت بهما وهو بين ذراعي جعلاني أدرك أنني كنت على حق، وهو يستحق الساعات التسع التي قضاها بين يدي”.
ورحل لوسيان، ولكن بقيت ابتسامته في صورة ضخمة وضعتها الأم في برواز؛ لتبقى ذكرى دائمة.