.
أغنيَّة إلَى امْرَأة يَائسَة
….
يَأتي بك ِ مَطرٌ
وهذَا الَّليلُ يكرهُ المُوسيقَى
فدَعي صَمتي يَقلّكِ إلَى غَابتي
أريدُ التنَزّه مَعكِ
أنتِ شَجرةٌ جَريحَة
وأنَا مَجنُون بكِ وبسَفَــر يَمدُّني
جُذوراً في البَعيد
تَتمَاوجُ فيه الأسرَار
ويَقرؤُني أغنيَّة
تَعْرفينَ
لا أحبُّ النِّهايَات تَسيلُ
كقَطرَات مُظلمَة
أحترسُ من كُل بدَاية تَبكِي
أكتَفِي بوضْع وردَة في فَم اللَّيل
وأهْوي حيثُ
تَصعدُ الأغنيَّة في التَّداعي
أحبُّ الخَريفَ لأنهُ خَطوٌ
يَرقصُ علَى المَحو والنَّار
وأملٌ يشعُّ بفراشَات منْ ضَباب
أعرفُ
وأَمْضي مَغموراً
باللَّهب
أنصتُ للرَّمَاد يتَقطَّر شُعلا تَتحيَّر
أَدعُ بُرودةً تَنتظرُني ،
تَتهاوَى في قلَق يُنضجُني ،
أعشقُ البَحرَ المُرتجفَ في آخر المسَاء
وأرقبُ الشُّروقَ
فَارْفَعي وَردةً للحيَاة !
النَّهارُ يَغربُ كورَق يَصفرّ
ويَجرفهُ المَاء
بَعضُ الأورَاق يَسقطُ في ضبَاب الرَّبيع
كَطيُور جَريحَة
وَمعاً لا نَعرفُ لماذَا ؟
لَكنَّ،الأُغنيةَ كَلمَات
والكَلماتُ كَالكَون لَا نهَايةَ لهَا
تُذكّرُني
بهَمهمَة سكُون الأبَديَّة
كُل نَهار يَغربُ
يُوقظُني نَبضي يَتقدمُ نحوَ
سَرير الصَّمت
أبدا
لا أفزعُ من انْطفَاءٍ يَهبُّ
أشعلُ مَا تبقَّى من حطَب في الرُّوح
وأزرعُه مُوسيقَى
في مُرتفعَات التَّلاشي
وأغنِّي :
في ليْل بلا ذَاكرَة يَكونُ الحلمُ نجُوماً
تَحتَ الأرْض ،
أضئني أيهَا اللهبُ
أضئني
لأقولَ شَيئاً عن طَرائد الصَّقيع في
الرحلَة الطَّويلة ..!
مَا أبردَ كُل شَيء !
لَوحة المفَاتيح ، غُرف الأنين بأبوابهَا الزَّرقاء
أشجارٌ يَحضُنها الصَّمتُ
ونهرٌ تَخونهُ بَسمةُ الشَّمس
مَا أدفأ الأغنية !
الجَمالُ كلُّه هُناك
مُعلقٌ علَى خَيط تَجدُّد النَّهار
أرنُو إلَيه
أشمُّ فتنَتهُ ، أتسلقهُ كَاللَّبلاب
وأشتَهيه مَطلعاً تكتُبه الرُّوح
ويَغسلهُ ضَوء الفجْر
فَارفَعي وَردةً للنَّهار!
كلُّ شيء حُلم
كلُّ شيء نهَار
مَوجٌ
أرشدَني إلَى الصَّمت
إلى مَا لا ينتَهِي في
ضَوء أو قَرار
في كُل خُطوة إليه أنضجُ
ثمَّ أنضجُ فحَسب
أتدفقُ دَاخلي ولا يَسمعُني أحَد
لا شَيء لي الآن
رفَّة الأهدَاب فقَط ّ، تَصبغُ صَمتي في
فضَاء يَملؤهُ الطَّنين
وأنتِ في خُطاي وسطَ النَّهار
تُعدّينَ أصَابعَ يَمحُوها الوقتُ
والغَامضُ يَندلقُ بالوَميض
يَجرفُني إلى أفْق يَفتحُ قَلبي علَى الجُذور
فلا أندمُ على نَار أشعلتُها بجنُون الضَّحك
لأضيءَ لعبةَ الهوَاجس
وأرتَطمَ بالكَائنِ الَّذي لا يَصل
وماذا يعلُو أيضا ؟
غيرُ معوَل الزَّمن يُطوقُني
ويتركُ الظلَّ منِّي
بيدَ أنِّي أخوضُ فيه بزَهرَات المَاء
وبهَدأة الأجنحَة في الأعَالي
يَكفينِي
غَبشُ الفَجريَحرسُ الأسرَار
بينَ أصَابعكِ تَشتعلُ وتَمتدُّ
وتَغيبُ عبْرمطَر يَأتي بكِ
يُحدثُني عَن الأعشَاب والأجنحَة
وشَمس مثلَ عَينيْك
تَفوحُ منهَا رائحَةُ البرَاري
وغُموضٍ يدنُو بي إلَى وتَرشَرس
ويُضيءُ الأغنيَّة
لتَكمُلَ الخَلايَا في أعَالي الصَّمت
وتُشكّلنا بانْخطَافٍ يَجيء
لا شَبيهَ لهُ ،
تُشعلُ الخَفيّ
فنَقتنصُ مُوسيقَى الأبد ْ !
منقوول