.
لم تحصر أسمَاؤنا في قائمة سوداء
أو حتى قائمة بيضَاء
مررنا كسهمٍ
أطلقتهُ يد طائشَة على قلب شجرة
لم نسقِط عصفُورا
ولم نُصب بالوجَل ورقةً واحدة
عبَرنا كلمحِ الحلم
السهم أصابَ عين الفرَاغ
و سقَطنا نحنُ في سهوِ العتَمة .
..
كانت حياتنا طيّبة
رسمنَا حواجبنَا الى أعلى
لنبدو في كلّ مرة مندهشين من الحيَاة
العيون الفاغرةُ
بياضهَا على فراغ الأشياء
تُخفِي حدقتَها حتى لا يستدلّ الحزن
على فرحٍ مخبَّأ
الأحمر الفسيحُ على شفاهِنا
دم فاض عن حاجة أرواحِنا
التي تمُوت يوماً بعد يوم
كمهرجي السيرك بألوانِ أحزاننا الفاقِعة
مع وجوهِنا في المرآة
تبادلنَا القفزَ و الصراخ المُفتعَل
و بلا مبرّر كنا نضحَك و نضحَك ..
..
كانت حياتنَا طيّبة
من غيرُنا يعرفُ أوجه الحُب
تبادلنا القصائد مع العصافِير غزاةِ الأشجار
مع الفراشات حارسِات الورد
كنا بدائيين ونحن نشعل جذوة الحب حجرا بحجر
نهبه طازجا إلى العابرين
على أوراق قلوبِنا
كنا كحصى النهر
نُدمي جلودنا بالحكّ
نغسلُ وجه الماء
و تحت ضوء الشمس لا نلمَع ..
..
كانت حياتنا طيبة
كنا موتى عن جدارة
موتى باحترافٍ كبير
لم يفكّر أحد بنبش قبورنا
لا أيادي ترمّم عظامنا التي كان من المفروض
أن تعجن لصُنع جثث أخرى قابلة للحياة
استنزفنَا كل الأدوار
وبقينا عالقين في رحلات مرجأة
لم تقبل أبواب السماء بصمات وجوهنا المستهلكة
و لم تأنس الملائكة ضجيج رؤوسنا
و مرّة أخرى
تمّت إعادتُنا إلى الكواليس .
منقوول