ستَمُرُّ ولكن أيَّ ممَرّ..!!
ستمرُّ وقد أدميت قلوباً، وأبكيت عيوناً، وقطعت أوصالاً بالحب تعودت اللقاء وما تلاقت.
ستمرُّ وقد وأوصدت بيوتاً ما كان لها أن توصد..
أيُّها الدَّخيل ستمرُّ وبأقبح الكلمات سأذكرك، وأشنع الصفات سأصفك..
أتَذَكَّرُ أمَّاً أرادت عناق ابنها و مااستطاعت لأنك كنت هناك نذير شؤم يتربص الأرواح كل لحظة وساعة.
أتذكر وليداً صغيرا أراد أن ينال حظا من حليب أمه التي كانت تشير إليه وهي مَحمومةٌ ترتعش فحال بينهما الطبيب لأنك أمرته فاستجاب..
أتذكر عجوزاً أحنى ظهرها الكِبَرُ وكساها الشيب وحشرج صوتها الفقد والجوع خرجت لتسأل جارتها رغيف خبز تبلله بدموعها وما عادت. أتذكر أنَّك خرجت عن كل مألوف وصرت شبحاً يطارد كل شيء بلا رحمة..
أتذكر كلَّ أنين وكل وجع وكل ألم مررت عليه وعالجْتُه بالكَبْتِ والزفرات.. أتذكر أنك كنت جباناً لأنك تقتل متستراً دون أن أراك ..
أيُّها المارُّ لن تخيفني بعد اليوم أنت والدخلاء أمثالك لأني تعلمت منك أنك حقير ووضيع، وأن الله امتحنني في أحبة قد رحلوا فجأة بعدما أشاروا أنك كنت الجاني وأنك العدو الأكبر فأخبرتهم أنك حقير وجائحة لن تبقى، وبأن نفوسنا كالجِبال لا تهزُّها رياحك العاتية، فلتذهب بلا رجعة، آن للفجر أن يبزغ، وآن للدَّاعي أن ينادي الله أكبر الله أكبر قد ولّى من كُنتم تخشونه وأدبر .
م