في الحقيقة، إذا كان اندرويد مثيل iOS أو العكس، فمن المنطقي جدًا أن لا نشكو ونُعلي الأصوات ويشتد النقاش، لكن الواقع مغاير تمامًا، فمعجبي كلا النظامين لطالما كانا في حلبة مصارعة، وتشتد المواجهة عند إطلاق الإصدارات الجديدة من كلا النظامين، وكلا المعجبين لديهم هدف واحد فقط، وهو تدمير بعضهم بكلماتهم أثناء الجلوس خلف شاشات هواتفهم الذكية، كذلك توزيع الابتسامات فيما يتعلق بمن قلّد الآخر أو بمن استنسخ من الآخر، عمومًا هنا وعبر مقالتنا هذه، نناقش سويًا دور كلٍ من اندرويد و iOS في عمليات التقليد المباشرة، وهل لهذا أهمية بين المستخدمين وغير ذلك من التساؤلات التي ستأتي تباعًا في السطور القادمة.
ميزات iOS 14 ألم تكن على أندرويد ؟
مع إدخال أحدث إصدار تشغيل لابل iOS 14 للخدمة، ظهرت أوّل بوادر النقاش الذي لا ينتهي حول فكرة من استنسخ مِن مَن، فحتى وقت كتابة هذه السطور، وفّرت النسخة التجريبية للإصدار المذكور العديد من الميزات الرئيسية التي من شأنها تُغيّر طريقة استخدام جهاز الـ iOS المعهودة، أبرزها خاصية التطبيقات المصغرة أو الويدجت، حيث مع إصدار iOS 14 وفّرت ابل أخيرًا هذه الخاصية وسيتم إحضارها على اجهزة الايفون فور اطلاق التحديث للجميع.
ولكن بينما كان عشّاق ابل يعيشون اللحظة باندهاشهم وذهولهم، كان حملة اندرويد يستعدون لترتيب الكلمات والجمل، بل زادت الأمور عندما تم عرض واجهة المكالمات الجديدة الأقل تدخلًا الشبيهة نوعًا ما بواجهة الاتصال في اندرويد، حيث كلا الميزتين، كان مستخدم النظام المذكور أخيرًا يتمتعون بها منذ فترة طويلة جدًا، بالتالي تُحسب هذه النقطة لمستخدمي اندرويد وصراحةً لهم الحق.
يبقى السؤال الجوهري والذي أشرنا إليه سابقًا، لماذا هذه الأهمية في التعالي بالأصوات ؟
مرةً أخرى، عندما يتم إطلاق نسخة جديدة سواء من اندرويد أو iOS، فإن أوّل شيء يبدأ به المتعصبين والمحاربين خلف الشاشات، هو البحث عن المميزات في جديد الإصدارات، لعل وعسى تكون حاضرة أو مستلهمة من نظامهم المحبوب، والهدف الأسمى لهذا التمحيص، إثبات من يُدير ويحكم الآخر في عالم التكنولوجيا الذكي، ومع ذلك، يجب أن يعلم الجميع، ومرةً أخرى، يجب أن يعلم الجميع بأن تقديم الميزة وتنفيذها أمران مختلفان تمامًا، هذا في حالة استبعاد الفكرة.
فعلى سبيل المثال، دائمًا ما يفتخر مستخدمي iOS بحقيقة أن نظامهم سلس ونظيف ومرتّب للغاية، بينما على الصعيد الآخر، وبسبب طبيعة نظام اندرويد المفتوحة المصدر، يفتخر مستخدميه بالتضخم وقدراته في توفير الميزات تلو الأخرى، سواء بشكل افتراضي أو عبر الاستعانة بالتطبيقات، لكن هذا لا يُخفي حقيقة أن كل الأطراف المذكورة هنا قد استلهمت من بعضهما البعض، ونحن لا نفهم أسباب هذا الصراع الأزلي، حيث لطالما أن تجربة المستخدم تتحسن مع مرور الوقت فلماذا هذه المناقشات الساخنة.
على سبيل المثال، مفهوم متجر التطبيقات كان متواجد أولًا على iOS، بعد ذلك أوجدته جوجل في نظامها الاندرويد، كذلك ظهرت ميزات مثل تعدد المهام وشريط الإشعارات أولًا في اندرويد ثم تبعه على iOS، ولا ننسى ميزات الوضع الرأسي والتأمين بالوجه على اندرويد بعد ذلك اصبحت على iOS، وكما أشرنا قبل قليل، تعتمد هذه الميزات وغيرها على طريقة التنفيذ، فربما يكون اندرويد قد اوجدها ولكن iOS ابدع في التنفيذ والعكس صحيح.
نحن كمستخدمين نُحب دائمًا الحصول على الإلهام:
لاشك في قولي، أن أي ميزة جديدة على هواتفنا الذكية من المفترض أن تُضيف لتجربة استخدامنا قيمة وخطوة نحو الأمام، وبنفس الوقت، إذا كانت هذه الميزة أو المزايا تجعل من تنفيذ المهام أسهل وجعل حياتنا أكثر انتاجية، فلماذا التصاعد في الحديث؟ ولماذا يهم من أين تأتي؟ حيث أنا كمستخدم وكغيري من المستخدمين ما يهمني أولًا وأخيرًا الحصول على الأفضل والنسق السلس في التعامل مع الهاتف وأدواته، مع الإشارة، نحن لا نعني ولا نشجع على سرقة الأفكار واستنساخ الميزات أو التخلي على الابتكار، بل نؤكد ونود رؤية الابتكارات، فبمجرد ظهور الفكرة تظهر الابتكارات في تنفيذها.
فتخيّل معي حياة كان لاندرويد القدرة على تقديم إصداراته الجديدة لجميع هواتفه وفي وقت واحد، وهو أمر كانت تفعله ابل كشربنا لكوب من الماء، أو تخيّل سماح ابل لمستخدمي اجهزتها بتحميل وتجربة تطبيقات الاستنساخ كما هو الحال مع اندرويد، والتي معها يمكن أن نستخدم على سبيل المثال حسابين مختلفين لواتساب على نفس الهاتف، وقس على ذلك الكثير من الأمثلة.