فلمَّا قرعتُ البابَ ؛ قصدَ لقائها ؛
خلعتُ لها جاهى وعلمى ودعوتى ....
وحقَّقتُ وصفى وهو ذُلِّى لعزِّها ؛
وعاديتُ فيها حظَّ نفسى وعادتى ....
فلمَّا رأت ذُلِّى وعجزى وفاقتى ؛
تجلِّت إلى قلبى بمكنونِ حكمتى ....
وقرَّبنى الساقى لحانِ شرابِها ؛
فكان بها سُكرى وصحوى ونشوتى ....
ولمَّا بدت من طورِ ليلاى نارُها ؛
رأيتُ بها منها إليها هدايتى ....
وصارت تُناجينى بحُلو خِطابها ؛
فشاهدتُها لكن بعينِ بصيرتى ....
وابصرتُ أسراراً تسامت بذاتها ؛
وإنِّى أرى شرحى لها فوق طاقتى ....
فإنَّى إذا ما بُحتُ يوماً بسرِّها ؛
لقيتُ حِمامى بعد تمزيقِ مُهجتى ....
ولستُ على سرِّ أميناً إذن ولا ؛
حظيتُ بُقربٍ عند أهلِ مودَّتى
ابن الفارض.