النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

رحلة البقاء2...ج30

الزوار من محركات البحث: 16 المشاهدات : 176 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,145 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39730
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    مقالات المدونة: 2

    رحلة البقاء2...ج30 إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    ✿ قصة من عالم البرزخ ✿♡ رحلة البقاء 2 ♡
    الجزء 30




    أما مياهه فكانت بدرجة من الصفاء حتى كنا نرى صورنا المضيئة فيه، رغم تلاطم أمواجه التي كانت تفتح لخالقها بأنواع التسبيح، وتضم صوتها إلى أصوات الكواعب النابتة على ضفافه الخضراء. كان على شاطئه أيضا قباب مضيئة من الياقوت والدر الأبيض، فتنعكس أشعتها فيه لتعطي منظرا ساحرا لا يمل منه من يشاهده، ولا يسأم منه ناظره.
    سألتُ الحوراء عن اسم هذا النهر، فقالت:
    — إنه أحد فروع نهر الكوثر.
    تقدمنا في مسيرنا تحت ظلال الأشجار المنتشرة على شواطئ الكوثر، وإذا بها تحيينا بأغصانها، وتدلي لنا بثمارها، علنا نقتطف شيئا منها(1). تناولنا ماشاء الله لنا من ثمارها، وكل ثمرة نأكلها تعود بإذن الله إلى هيئتها وموضعها، فلا تنقص من شجرتها شيء.
    نظرتُ إلى زوجتي الحوراء، وكلما أنظر لها يمتلأ قلبي بهجة وسرورا من جمالها، فقراتُ الابتسامة على وجهها، وقلتُ لها:
    — إنه مصداق قول الله تعالى: (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، ألا ترین الثمرة قد قلعت من موضعها، فأعادها الله كما كانت في مكانها.
    انطلقنا حتى وقفنا تحت نخلة كانت جذوعها من الذهب الأحمر، وكربها من الزبرجد الأخضر، وشماريخها من الدر الأبيض. سمعنا نداء من أحد رطبها يقول لنا:
    — كلني ياولي الله قبل أن تأكل غيري.
    وما أن نويتُ تناولها حتى سقطت واحدة في يدي وأخرى في يد الحوراء، فحمدتُ الله على ذلك، وقلتُ لها كلي بسم الله تناولتها ولم يكن في داخلها نوى، وإذا بها أحلى من العسل، وألين من الزبد، لا توصف لذته، ولا يشبع منه أكله.
    جلسنا بالقرب من الورود، فغمرت مشامنا روائحها العطرة، ومسامعنا نغماتها الطرية، وراحت تحيينا بألوانها الجذابة، وتفتح أزهارها الخلابة. التفتُ إلى الحوراء وإذا بها تحمل كأسا بيدها، قدمته لي، ثم قالت:
    — اشربه بسم الله.
    تناولته منها، وشربتُ منه، فأحسستُ بلذة لا توصف، وطعم لم اتذوقه من قبل هذا، فسألتها:
    — ما هذا الشراب ياعزيزتي؟ ومن أين أتيت به؟
    — أتاني به أحد خدامي، أنه شراب مزيج من تسنيم، أما قرأتَ في القرآن: (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ).
    — إذا كان هذا خليط من شراب تسنیم، فمن يشرب خالصه؟ وكيف سيكون طعمه؟!
    — ان توحيدك في الدنيا لم يكن خالصا تمام الخلوص لله، لذا فان أصل هذا الشراب اختص الله به أنبيائه وأولياءه المقربون، ممن طهروا قلوبهم من كل شيء سوى الله، وكانوا لا ينظرون إلى شيء إلا ورأوا الله فيه وقبله وبعده(2).
    شكرتها على هذا الشراب، ثم أردفتُ قائلا لها:
    — رغم كل هذه النعم ولذاتها، لم يغادر فكري أمر مولاي الحسين، ورغبته في زيارة جنتي و..
    قاطعتني بلهجة المتعجب المضطرب، وقالت:
    — عن أي أمر تتحدث؟ أتقصد الحسين سيد شباب جنان الخلد؟
    — نعم ياعزيزتي، وعلينا تحشيد ما لدي ولديك لاستقباله كما ينبغي، وبقدر ما نستطيع...
    كان الجميع متشوقا لساعة اللقاء، ومتلهفا لرؤية من كان منبع نوره، وعنوان وجوده، متعطشا لسماع حديث صاحب الشهادة العظمى، والمنزلة العليا، والدرجة الرفيعة، إنه ابن بنت خاتم الأنبياء...
    أجل، كنتُ أرى في مملكتي حركة كبيرة وعمل دؤوب، والكل قد علم ما عليه فعله، فترى الملائكة والخدم كأنهم مضطربون، والحور والولدان متحيرون، ولكن الحقيقة أن الجميع كان يعمل بنسق ونظام، دون ملل وسئام، يفعلون ما يؤمرون به ممن هو أعلى منهم في الدرجة والمقام، والجميع فرح، ويلتهب شوقا لرؤية سيده، والتشرف بزيارته، والاقتباس من نوره العظيم.
    واقترب موعد اللقاء، ودعوتُ أصحاب بقية الجنان المجاورة ممن كانوا في مرتبتي، أو أعلى منها للحضور مع جميع سكان ممالكهم، كما دعوتُ أختي هدى للحضور، فأتتني مع أفراد مملكتها وزوجها الذي كان لا ينقص عنها في النور والجمال، وسألتها عن ذلك الأمر، فقالت:
    — خيرني ربي بين اختيار زوجي الذي كان في الدنيا، وهو أقل مرتبة مني، وبين اختيار زوج آخر(3)، فاخترتُ الأول لما رأيتُ فيه من النور والبهاء، ووفاء لإخلاصه معي، ومداراته لي في عالم الدنيا، وها أنتَ تراه وقد رفعه الله إلى مرتبتي، فهو لا يقل جمالا ونورا عن جمالي ونوري.
    رحبتُ بهما أشد الترحيب مع كل من جاء معهما، وراحت الجواري والولدان من أفراد مملكتي يخدمونهم بما لذ وطاب، وما كان ينقص من جنتي شيء!
    ورغم زيادة أعداد الحاضرين والضيوف، فان جنتي لم تزل على سعتها الأولى، ولم يحدث فيها أي ضيق في المكان، أو نقص بالخدمة أو تباطؤ فيها، بل كانت تزيد سعة وضياء، إذ زادت الورود من ألوانها، والأشجار من أغصانها وثمارها، والأنهار من مجاريها، وراحت تبدو وكأنها ليست جنتي الأولى لعظيم ضياءها، وجميل مناظرها. أما الطيور فكانت تسيح وتجول في الفضاء لتملأه بتغاريدها العذبة، وتسبح ربها بأصواتها الطربة.
    وحان الموعد واللقاء..
    وجاء الشهيد في موكب من نور على نور، وساد الصمت إذعانا للحق إذ جاء، ولا تقل صف لي المجيء، وكيف يستطيع من هو ذرة من شعاع الحسين أن يصف الحسين...!

    جرت مراسم الاستقبال والترحيب، ودار الحديث، وسألته عن مسائل عدة، كان منها عن سبب تكريمي بزيارته لي في جنتي، فقال:
    — نحن الشهداء على أعمال الخلائق في الدنيا والآخرة(4)، فمن زارني في الدنيا عارفا بحقي، مخلصا لربي، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر(5)، وشهدتُ له يوم القيامة بالخير، وزرته، وكنتُ شفيعه فيها.
    قلتُ له:
    — سيدي، وما حكمة البكاء عليكَ وأنتَ في نعمة ومقام يغبطك به الأولون والآخرون؟
    ولماذا يثيب الله من بكى عليكَ، وأنتَ قد حلقتَ إلى ربك في جنته يوم سالت دمائك الطاهرة على أرض الدنيا؟
    أجاب سيد شباب أهل الجنة، فقال:



    بماذا اجاب الامام الحسين(ع) سعيد عن سؤاله.. هذا ما سنرويه لكم غدا..؟
    فانتظرونا غدا مع الجزء 31 ان شاءالله تعالى

  2. #2
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,403 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا لك مخمليه

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ПộR مشاهدة المشاركة
    شكرا لك مخمليه
    نورت اخي

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,730 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24253
    مزاجي: متغير
    شكراً تشارلي ^_^

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Secluded مشاهدة المشاركة
    شكراً تشارلي ^_^
    كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال