الأمطار تكشف عن كنز أثري في واسط
2013-01-16
عثر مواطنون على 63 مسكوكة ذهبية، يعود تاريخها إلى حكم السلالة الساسانية، بموقع أثري قرب قضاء العزيزية التابع لمحافظة واسط، بعد تعرضه للتجريف بفعل مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد مؤخرا.
وقال حاكم الشمري، مدير المكتب الإعلامي لوزير السياحة، في حديث لموطني إن وزارة السياحة والاَثار قد تسلمت في الأسبوع الماضي المسكوكات التي يعود تاريخها للفترة الزمنية الممتدة من 226 قبل الميلاد وحتى 651 ميلادي.
وتحمل المسكوكات في أحد وجهيها صورة لأحد الملوك الساسانيين، والتي يعتقد أنها للملك سابور الثاني المعروف بذي الأكتاف والذي أمتدت فترة حكمه من 309- 379 ميلادي، فيما يحمل ظهر المسكوكة شعلة نارية.
وأشار الشمري إلى أن "هذا الكنز الأثري الفريد من نوعه سيخضع للفحص والدراسة من قبل الآثاريين العراقيين لتحديد عمره الزمني بدقة ومن ثم يحفظ ضمن مقتنيات المتحف الوطني".
ونوّه بأن الوزارة "شرعت بتشديد الحراسة الأمنية حول الموقع الأثري الذي يعتبر واحدا من نحو 40 ألف موقع أثري منتشر في عموم البلاد جرى اكتشافها على فترات زمنية مختلفة لكنها لم تخضع حتى الآن لعمليات تنقيب".
من جانبه، ذكر مدير دائرة الاسترداد في وزارة السياحة، عباس القريشي، لموطني إن "المواطنين عثروا على المسكوكات الذهبية في موقع تل غريري الأثري بالصدفة بعدما جرفت الأمطار الشديدة أجزاء منه".
وتابع "كانت تلك المسكوكات المصنوعة من الذهب الخالص بحالة جيدة جدا رغم مضي سنوات طويلة على وجودها في ذلك الموقع، حيث لم تتأثر كثيرا بالظروف والعوامل الجيولوجية التي مرت عليها وبدت وكأنها صنعت بالأمس".
وأشاد القريشي بدور الأهالي الذين بادروا بتسليم "هذا الكنز التاريخي" إلى الجهات الحكومية.
وأكد إن "أرض العراق التي تعد منبعا للحضارات القديمة تزخر بالكثير من الكنوز الأثرية، وما هذا الاكتشاف الجديد إلا جزء من تلك التركة الإنسانية التي يتوجب علينا الحفاظ عليها فهي تمثل إرثنا الحضاري".
وأشار القريشي إلى أن الوزارة قطعت شوطا طويلا في ملف استرداد الآثار العراقية المهربة للخارج بعد إن تمكنت من الانفتاح على كل دول العالم واستطاعت إثبات حقوقها القانونية في تلك الآثار.
بدوره، دعا رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس النواب العراقي، النائب بكر حمه صديق، إلى ضرورة "تعزيز عمليات التنقيب في المواقع الأثرية ودعم فرقها بالأجهزة والمعدات المتطورة".
وقال صديق في حديث لموطني إن "الاكتشاف الأثري الأخير في العزيزية يدعونا إلى بذل جهود كبيرة في مجال التنقيب عن الآثار واستخراج الثروات الحضارية للعراق، فتطور هذا القطاع ما زال دون المستوى المطلوب".
كما شدد صديق على أهمية "اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لتأمين الحماية الكافية للمواقع الآثارية المسجلة وغير المسجلة للحفاظ على تلك الثروات من السرقة والضياع