[ الدَّهْرُ و المُدَّةُ و الزَّمانُ و الوَقْتُ و الميقاتُ و الحينُ و العَصْرُ والحِقْبَةُ و البُرْهَةُ و الأَجَلُ و الأَبَدُ ] :
الدَّهرُ جَمعُ أوقاتٍ مُتَوالِيَةٍ ، مُخْتَلِفَةً كانت أو غيرَ مختلفةٍ. والزّمانُ يقعُ على جمعٍ من الأوقاتِ، وكَذلِك المُدّةُ ، إلاّ أنّ أقصرَ المُدَّةِ أطْوَلُ من أَقْصَرِ الزَّمانِ. وأصلُ المُدَّةِ المَدُّ و هو الطّولُ. والوَقْتُ واحِدٌ خلافًا للزّمانِ و الدَّهرِ اللّذيْنِ هما أوقاتٌ متعدِّدةٌ . و الميقاتُ ما قُدِّرَ لِيُعْمَلَ فيه عَمَلٌ من الأعمالِ، ولهذا قيلَ مواقيتُ الحجِّ للمواضعِ التي قُدِّرت للإحرامِ. والحينُ اسْمٌ جمَعَ أوقاتًا مُتناهيةً سواء كانت سَنَةً أو شُهورًا أو أيّامًا أو ساعاتٍ. والعصرُ لكلِّ مُخْتَلِفَيْنِ مَعْناهُما واحدٌ مثْل الشّتاءِ و الصّيْفِ، واليومِ واللّيلةِ، والغداةِ والسَّحَرِ ، يُقالُ لذلِك كلِّه العصرُ . و الحِقْبَةُ اسْمٌ للسّنةِ إلاّ أنّها تُفيدُ غيرَ ما تُفيدُه السَّنَةُ . ذلك أنّ السّنةَ تُفيدُ أنّها جمعُ شُهورٍ، و الحِقْبة تُفيدُ أنّها ظرْفٌ لأعمالٍ ولأمورٍ فيها ، مأخوذة من الحقيبةِ وهي ضربٌ من الظّروفِ يُجعَلُ فيها المَتاعُ. والبُرْهةُ بعضُ الدّهرِ ، ألا ترى أنّه يُقالُ: بُرْهةٌ من الدّهرِ كما يُقالُ قطعةٌ من الدّهرِ . و الأجلُ الوقتُ المضروبُ لانقِضاءِ الشّيءِ، وهو محدودٌ في المُسْتَقْبلِ، وأجلُ الإنسانِ وقتُ انقِضاءِ عُمُرِه ، وأجَلُ الدَّيْنِ مَحلُّه وذلِك لانْقِضاءِ مُدّةِ الدّيْنِ. والأبدُ للمُسْتَقْبلِ وهو خِلافُ "قَطّ" في الماضي .
ومِمّا يُذْكَرُ مِن اللّيلِ والنَّهارِ وساعاتِهِما اللّيلُ، ويُطْلَقُ عَلى لَيْلَتِكَ التي أنتَ فيها، والبارِحةُ لِلَّيْلَةِ الماضِيةِ قَبْلَها، والبارِحةُ الأولى للتي كانَت البارِحةَ أمْسِ، وكأنّها سُمِّيَت البارِحةَ مِن بَرِحَتْ أي مَضَت وذَهَبَتْ، وأمّا القابِلَةُ فَلِما اسْتُقْبِلَ بَعْدَ لَيْلَتِكَ التي أنتَ فيها، واليَوْمُ لِيَوْمِكَ الذي أنتَ فيه، وأمْسِ لليومِ الذي مَضى، وأمّا غَدٌ فَلِيَوْمِك الذي يُسْتَقْبَلُ، وبَعْدَ غَدٍ لليومِ الذي بَعْدَه، والذي يَليه اليَومُ الثّالِثُ، وقالوا في اللّيلِ: خَرَجَ بَعْدَ عَشْوَةٍ مِن اللّيلِ أي عِشاءً، وأتانا بَعْدَ عَشْوَةٍ أي عَشِيّاً، والعِشاءُ اخْتِلاطُ اللّيلِ إلى أن يَغيبَ الشَّفَقُ، وقالوا: فَحْمَةُ العِشاءِ آخِرُه. ويُقالُ غَبَسَ اللّيلٌ وأغْبَسَ وغَبَشَ و أغْبَشَ وغطَشَ وأغْطَشَ، ثُمّ الغَلَسُ ثُمّ العَسْعَسُ، ومِنْه قولُه تَعالى: «واللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ» أي أظْلَمَ.