يكشف "بريكنغ باد" عن الحالات المرضية الغريبة لعصابات المخدرات والمافيا (الصحافة الأجنبية)
لم يكن مسلسل"بريكنغ باد" (Breaking Bad) تقليديا، بل كان واحد من أشهر المسلسلات التلفزيونية وأكثرها مشاهدة على الإطلاق، حتى أنه بعد نهايته بعامين، تم إنتاج مسلسل آخر مشتق منه وهو "من الأفضل الاتصال بسول" (Better Call Saul).
وتوقع الكثيرون عدم نجاح هذه التجربة، ولكن المسلسل حقق نجاحًا كبيرا على المستوى الجماهيري وعلى مستوى الجوائز التي حصل عليها، وما زال مستمرا حتى الآن ونحن في انتظار الموسم القادم.
وفي الربع الأخير من العام الماضي، أعلنت نتفليكس عن فيلم "إل كامينو" (El Camino) وهو يحكي كيفية هروب جيسي بينكمان بعد مقتل والتر وايت، وما زال صناع "بريكنغ باد" مستمرين في إنتاج أعمال أخرى تدور حول المسلسل، وهذه المرة أنتجت الشركة مسلسلا وثائقيا قصيرا يقوم فيه جيانكارلو اسبوزيتو الممثل الذي قام بشخصية غاس فرينغ بشرح المساحة الخيالية والواقعية بين مسلسلي "بريكنغ باد" و"من الأفضل الاتصال بسول" وبين الواقع.
عالم بريكنغ باد
تدور أحداث مسلسل "بريكنغ باد" حول والتر وايت مدرس الكيمياء الذي يكتشف إصابته بسرطان الرئة في مراحله المتقدمة، ومنذ ذلك الحين تبدأ رحلته في عالم المخدرات حيث يشترك مع جيسي بينكمان (تلميذه السابق) لبداية مشروعهما في تصنيع مخدرات الميثامفيتامين، ويعرض المسلسل أثناء هذه الرحلة لمحات من حياة تجار المخدرات سواء في أميركا أو على الجانب الآخر في دولة المكسيك.
كما يظهر في المسلسل عدة شخصيات أخرى محورية، ترتبط كلها بشخصية والتر وايت بداية من زوجته سكايلر وقريبه ضابط الشرطة هانك شريدر، بالإضافة إلى غاس فرينغ وهو من أكبر تجار المخدرات والذي تربطه علاقات وثيقة بعصابات الكارتيل في المكسيك، كما أنه يتخذ من سلسلة المطاعم التي يمتلكها ستارا له لكي يقوم بتجارته، وبعد فترة من دخول والتر وايت وجيسي عالم المخدرات يتعرفان على غاس فرينغ وتبدأ علاقات عمل، ومن خلال ذلك نتعرف على عالم تجارة المخدرات في أميركا والمكسيك.
شخصية غاس فرينغ
ابتعدت شخصية غاس فرينغ عن القولبة والتنميط بالنسبة لتجار المخدرات، فالرجل ابتعد عن الصورة النمطية التي ميزت عناصر العصابات في المسلسلات بشكل عام أو مسلسل "بريكنغ باد" بشكل خاص، فهو هادئ إلى درجة كبيرة ولا يفرط في شرب الخمور ولا يتعاطى المخدرات، كما أنه يرتدي القميص والبنطال وربطة العنق معظم الوقت ويحرص على مظهره، ويعمل بجد في مطعمه، كما أنه يدعم الجمعيات الخيرية لخدمة المجتمع، وله علاقات واسعة حتى داخل جهاز الشرطة نفسه.
الحقيقة والخيال
أما مسلسل "المكسور والشرس" (The Broken and the Bad)، الذي يعرض على منصة "إيه إم سي" (AMC) الرقمية في الولايات المتحدة فهو وثائقي تم إصداره في يوليو/تموز الماضي، ويتألف من ست حلقات فقط، يكشف فيه الممثل جيانكارلو إسبوزيتو الذي قال بدور غاس فرينغ المسافة بين الحقيقة والخيال في كل من "بريكنغ باد" و"من الأفضل الاتصال بسول".
فعلى مدار الست حلقات، يقدم المسلسل نفسيات عناصر عصابات المخدرات والمافيا، كما يوضح طرق عملهم وتعاملهم مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى الاقتصاد القائم على تجارة المخدرات في بعض الدول، كما يكشف عن بعض الحالات المرضية الغريبة مثل فرط الحساسية الكهرومغناطيسية والتي كان يعاني منها تشاك ميغيل أحد أبطال مسلسل "من الأفضل الاتصال بسول".
بعض المنتجين لا يكتفون بنجاح المسلسل أو عملهم الفني بل يقومون بصناعة أجزاء أخرى حتى لو كان الأمر لا يحتاج إلى ذلك، وغالبا تنتهي هذه السلسلة بفشل الأجزاء الجديدة ويفقد العمل جزءًا كبيرا من بريقه.
ولكن عالم "بريكنغ باد" كان استثناء، فمع النجاح الكبير الذي حققه توقع كثيرون أن يفشل المسلسل المشتق منه "من الأفضل الاتصال بسول" الذي فاجأ الجميع بنجاح كبير حتى موسمه الخامس، وهناك ترقب كبير من المتابعين لموعد إصدار الموسم السادس منه، حتى أن بعض المتابعين أصبح يقارنه بالمسلسل الأصلي المشتق منه، وهو الأمر الذي يحسب لصناعه.
نسمة حامد - الجزيرة نت