النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

رحلة البقاء2...ج29

الزوار من محركات البحث: 30 المشاهدات : 195 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,145 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39730
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    مقالات المدونة: 2

    رحلة البقاء2...ج29 إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    ✿ قصة من عالم البرزخ ✿♡ رحلة البقاء 2 ♡
    الجزء 29




    توقفت عن الكلام تنتظر سؤالا آخر مني، فقلتُ لها:
    — وهذا العطر الذي يفوح منك، أي عطر هو؟
    — إنه عطر الورد الأحمر في الجنة، وما رائحة الورد الأحمر الذي كنتَ تحبه في الدنيا إلا قطرة من خزانة جنة الآخرة.
    أظهرتُ لها بالغ الترحيب، وأجلستها في مكان مرتفع من الغرفة لتتكأ على إحدى الأرائك المطلة على حدائق القصر، واتكأتُ أنا على أريكة تقابلها.
    دار حديث العشق بيننا، وتبادلنا عبارت الشوق والحنين، ورحنا نشاهد المناظر الخلابة، والحدائق الجذابة ذات الأشجار المتشابكة، والأزهار المتناسقة في ألوانها، المتفاوتة في عطرها، وقد غُرست فوق كثبان المسك والزعفران، وكم تكون رائعة عندما تشقها الأنهار العذبة الصافية في مياهها..
    التفتُ إلى زوجتي الحوراء، فقرأتُ الابتسامة والسرور على صفحة وجهها، وقلتُ لها:
    — إن جلوسنا هذا مصداق لقول ربي: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ).
    أجل جلسنا نشاهد الأنهار بوضوح، إنها أربعة أنهار تجري، طينها مسك أذفر، وحصاها الدر والياقوت، أولها نهر من ماء صاف لا كدورة فيه، ونهر آخر من لبن أشد بياضا من الثلج، وألين من الزبد، وثالث من خمر يلتذ برائحته كل من يقترب منه، فكيف بالذي يتناوله، ثم الرابع نهر من عسل مصفى(1).
    شعرتُ برغبة لتناول شيء من تلك الأنهار وثمار الأشجار المطلة عليها، ولحوم الطيور السائحة فوقها، وهممتُ بمفاتحة الحوراء بذلك، وقبل أن أتفوه بكلمة معها دخل علينا الملك الحاجب فسلم، وقال:
    — إن ما اشتهيته حاضر، فهل تأذن بإدخاله إليكما؟
    نظرتُ إليه مندهشا مستغربا ما يحدث، ولكني لم أظهر له ذلك فتبسمتُ وأذنتُ له.
    دخل علينا ملائكة في غاية الجمال لم أرهم من قبل هذا، فقالوا جميعا: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)، ورددنا عليهم السلام.
    كان أحدهم يحمل طبقين في كل طبق
    أربعة أكواب، وآخر يحمل طبق فيه أنواع الفاكهة، وآخر يحمل طبق فيه لحم طير مشوي. سألتهم عمن يكونون، فأجاب أحدهم:
    — نحن خدام الجنة من الولدان المخلدين.
    التفتُ إلى زوجتي الحوراء وقلتُ لها: ما أصدق وعد ربنا حينما قال: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
    وضعوا كل ما أتوا به في أماكنه وانصرفوا، فأحسست بعظیم نعم الله التي أعطانيها، وجسيم آلائه التي غمرني بها.. ماذا فعلتُ خلال عمري القصير حتى أجازى بكل هذا، وأعطى كل هذه الكرامة من عنده؟
    ناديتُ ربي نداء العبد لمعبوده، والفقير إلى المُنعم عليه: ياربي ( تقدست أسمائك، وعظمت الائك، فأي نعمك يا الهي أحصي عددا وذكرا، أم أي عطاياك أقوم بها شكرا وهي يارب أكثر من أن يحصيها العادون، أو يبلغ علما بها الحافظون)(2).
    جرت على خدَي دموع المقصر المعتذر من ربه مقابل عظیم نعمه، وتنحيتُ جانبا من الغرفة، ودعوتُ ربي متذللا خاشعا: يا إلهي (لو حاولتُ واجتهدتُ مدى الأعصار والأحقاب لو غُمرتها، أن أؤدي شُكر واحدةِ من أنعمك ما استطعتُ ذلك، إلا بمنك الموجب علي به شكرك)(3).
    استغربت الحوراء حالي بعد أن تركتها مع ما لذ وطاب من الطعام والشراب. لحقتني وجلست جنبي تمسح الدموع عني بيديها الناعمة لتهب لي الطمأنينة والسكون، ثم قالت:
    — عزيزي سعيد، ليس أنت الوحيد الذي يشعر بتقصيره أمام خالقه، إن الله تعالی متفضل على كل مخلوقاته، وما من أحد له المنة عليه في طاعته، ولو حاسب الله الجن والإنس بعدله ما نجا منهم أحد قط أطاعوه بالجوارح التي وهبها لهم، وذكروه باللسان الذي منحه إليهم، وأعطوا الصدقة والخمس والزكاة من المال الذي وكلهم عليه، فأي منة للخلق على الله؟ لكنه مع ذلك يهب من أطاعه كل هذه الجنان والنعيم!
    — صحيح ياعزيزتي، ولكن ألا يستحق ربنا العشق من عباده؟ وهل يغفل العاشق عن معشوقه؟ أويهدا الحبيب عند فراق محبوبه؟ وأنا أشعر الآن بالتقصير أمام ربي أن عبدته وأطعته في الدنيا خوفا من ناره وطمعا في جنته، لا حبا له وشكرا له على أنعمه، وأنا لا أهدأ الآن حتى يغشيني ربي برضاه.
    وعاد الدمع يجري لأناجي ربي هذه المرة بلسان العاشق له: ( إلهي لو قرنتي بالأصفاد، ومنعتني سيبك من بين الأشهاد، ودللت على فضايحي عيون العباد، وأمرتَ بي إلى النار، وحلتَ بيني وبين الأبرار، ما قطعت رجائي منك..ولا خرج حبك من قلبي)(4)، فكيف وقد أدخلتني الآن جنتك، وأغرقتني في نعمة التي لا تفنى ولا تزول، أريد يا إلهي أن يعلم سكان سماواتك وأرضك أني أحبك.
    لم يمض وقت طويل حتى جاءني رسول من العلي الأعلى، فدخل علينا بعد الاستئذان، وقال:
    — جئتك من العلي الأعلى لأبلغك السلام، وأنقل لك المعنى الذي أمرني بنقله إليك:

    (عبدي: إني أحب خلقي منذ خلقتهم، وأردتُ لهم الجنة و عرفتها لهم(5)، وأنرتُ لهم طريقها عبر أنبيائي ورسلي، وضاعفتُ لهم أعمالهم، فجعلتُ الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها(6)، کي تثقل موازينهم، ورأيتُ منهم التثاقل في طاعتي فأوجدتُ لهم ليلة القدر کي ترتفع هممهم، ويتزود الفقير والغني منها بأضعاف من الزاد ليوم فاقتهم، وقبلتُ منهم يسير الطاعة، وغفرتُ لهم عظيم المعصية، كل ذلك کي يدخلوا جنتي، ويتنعموا بنعمتي، وقد رضيتُ على كل من دخلها، وكتبتُ له الأبدية فيها).
    كان كلام الملك وخطاب الجليل لي كالماء البارد الذي صُب على قلبي الملتهب، وأحسستُ بتمام السعادة وكمالها حين علمتُ برضا الرب عني. كما عزز ذلك الرضا أن جاءني ألف ملك بعد أن استأذنوا مني، وفتحت لهم الأبواب، ودخل كل واحد منهم يحمل باقة من ورود جنة المليك المقتدر. أخبرني كبيرهم بعد أداء التحية والسلام أن: العلي الأعلى قد أرسلهم لتهنئتي، والمباركة بزواجي من الحور العين(7).
    خرجنا نتجول سوية في حدائق القصر، وكان كل من يمر علينا يبدأنا بالسلام، حتى الورود والأشجار والطيور والأنهار، وخلال سياحتنا هذه اقتربنا من نهر يختلف عن الأنهار الأربعة الأخرى، ويفوقها في جماله وسعته، شواطئه من اللؤلؤ والزبرجد، وحصاه من الياقوت والمرجان، وحشيشه من الزعفران، وترابه من المسك، على جانبيه تقف الجواري بين ظلال الأشجار العالية ذات الأغصان المتشابكة، وكلما هبت ريح هادئة على تلك الأشجار، لا يبقى غصن فيها إلا وراح يغني بصوت عذب يطرب له سكان الجنان.




    ما النعم التي شاهدها سعيد في جنته التي وهبها الله له بكرمه ولطفه ورحمته وهل سيحين لقائه مع مولانا الحسين(ع).. هذا ما سنرويه لكم غدا..؟
    فانتظرونا غدا مع الجزء 30 ان شاءالله تعالى

  2. #2
    المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 20,317 المواضيع: 6,722
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18487
    مزاجي: متقلب
    أكلتي المفضلة: كل شي من نفس طيبه
    آخر نشاط: منذ 3 أسابيع
    مقالات المدونة: 3
    شكرا ورده

  3. #3
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,403 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا لك مخمليه


  4. #4
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ☆Abbas ALiraqi☆ مشاهدة المشاركة
    شكرا ورده
    شكرا لحضورك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ПộR مشاهدة المشاركة
    شكرا لك مخمليه

    نوورت

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال