وطني الذي ما فتئ ان يقوم بطعن ظهري ..
كلما اومأت نحو ارضه ..لأحرثها بفأسي ..!
وكل جرح يدمى كان جديرُ دمه أن ينبت نخلة ..
ومع كل طعنة كنتٌ أنا الثمرة ..!
وطني الذي مازال يدس بذور الحنظل في خاصرتي ..
لينبت العلقم ..ثم يحاسبني على مرها ..!
وطني الذي ما انفك يباغت احلامي ..كلما حلمت
بأرض افترش عليها سجادتي لادعو له بالبقاء ..!
رماني في سلة مهملات لا تشغل ..
سوى سنتمتراً حيزاً من الفراغ..!
ثم يتهمني بعدم ركوعي وخشوعي لآياته ..!
وطني الذي صهرتُ له المعدن بحرارة جسدي ..
مابرئ يزجني في زنزانة من حديد ..من صنع يدي ..!
وطني الذي وهبت حروفي ..لأبجديته ..
صارَ يفتح لي أبواب أميته كي يجهلني ..
وأبقى انا بلا حرف ..!
وطني الذي أطعمته بكفيَ ..مابرئ في قطعهما ..
كي يأكل حصتي من الخبز ..!
واموتُ انا جوعاً ..!
وطني الذي نحتُ حروف علمه ..
على لساني ..صار ينحتني ..
على جدرانه بلا علم ..!