النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

أخرج من الهامش إلى المعنى - مرح مجارسة

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 219 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 41,491 المواضيع: 3,595
    صوتيات: 132 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 44785
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 19

    أخرج من الهامش إلى المعنى - مرح مجارسة

    .




    أحرجني الوصولُ المفاجئُ للجثمانِ أواخرَ آيار
    في مسيرِ الوجوهِ المفتتة ساعاتِ الظهيرة أعرته حبلاً من حبالي الصوتية ليربطَ بِه حذاءَ الجنازةِ
    والنَّداباتُ بالعباءاتِ السّودِ
    كنَّ يعبرنَ حوافَ المدينةِ بخطى ضيقةٍ
    ويكوينَ جراحَ بطونهنَ بالأسيدِ
    قالت الثكلى
    “جاءني وطلبَ المغفرة
    قرأتُ عليهِ البسملة
    ونفختهُ لمصيرهِ”
    ****
    هذا الولدُ النبي الصغيرُ
    يلعبُ “بالدحلِ” على قارعةِ الحربِ
    يضرمُ كفهُ في جيبه بحثاً عن حارتهِ وأصدقائه وسريره
    لا شيء يلمعُ في الجيبِ الذي ثقبهُ الرصاصُ إلا ضوءُ الكارثة
    فكلُ الأشياءِ في الحرب خردة
    الشعراءُ شحاذو الأزرق
    يصرخون يهربون يكتبون يكتتبون
    يحرقونَ خيوطَ الكلماتِ في حلقِ الكتبِ السميكة
    ويطفئونَ سجائرهم في منفضةِ العبث

    لنحزن أقلَ إذن
    لم يعد هناكَ ما نخشاهُ في الحربِ
    أصلي لأنفي دمي إلى مدينةٍ أكثرَ كفراً
    أقضمُ تفاحي الأسود وألعنُ شرنقةَ البدء
    والتهجينَ بينَ أصابعِ الله وأصابعِ الجريمة
    الحربُ أرملةُ الحبِ
    انثاهُ بشعرٍ مجعدٍ وساقين نحيلتين
    وكفٌ تكتبُ وتلطم
    النرد الذي رماه الله… مسمومٌ
    أولُ النطقِ عطشٌ والطريقُ إلى ثدي أمي لهاثٌ كثيرٌ
    وهذه الشهوةُ بردٌ ونومٌ بدون غطاء
    كلُ ما لا يسمى مرمي في بركة العطش
    والأسماء تفرُ في القوارب… نوحٌ يغرقُ وحدهُ
    هواءُ مدن القتل يلثمُ غسيلي عن بكرةِ حبله
    تهقُ ذاكرتي بخطى مستعجلة فيتعثرُ الزمنُ الرطبُ في ثوبي
    وتفوح رائحةُ الرقعِ في ملابسي الداخلية
    هذه الحربُ… عمرُ عنوستي المنشورةُ فوقَ الحبلِ
    وأنتَ..
    لكَ أن تمدحَ الشوكَ في منشورٍ سري
    أن تغشَ الميزانَ بدمٍ أكثر
    وتجلس مع ميتتكَ الهزلية وبقايا اللحمِ على الخوذ لتحاورَ الدقونَ الداكنة حول طاولةٍ يختبئ تحتها الوطنُ
    ولي وطني… أخبئهُ في كتابي
    كوردةٍ يابسة… قدمها لي حبيبٌ سابقٌ
    لك أن تغمسَ خيبتكَ بالطحينِ وتراوغَ شرشَ الهواء في غلاصم السمك
    ولي منديلي.. أقفُ خلفَ الحائطِ الباردِ لذاكرةِ الرملِ.. وألوحُ بهِ
    لكَ أن تفضَ نفسكَ وحيداً على أريكةِ تحومُ فوقها طيور العدمِ
    وتحرسَ العشبَ الذي ينمو ببطء على فوهة المدفعية
    ولي أن أعيدَ تقطيبَ أزرارِ الشّبقِ لسريرٍ لستَ فيه..
    لكَ أن تنتعل الريحَ حذاءً تدوس به الوقتَ الإضافي لخسوفِ التوابيتِ فوقَ الضلوعِ الهزيلةِ
    وأن تتبادلَ مع جيرانكَ الأواني المكسورة كما تتبادل هدايا عيدِ الميلاد وعناوينَ الأخبار
    ولي أن أتبعك كعقربِ ساعتكَ وأدقَ منتصفَ كل معركة… فيستريحُ الدم قليلاً
    لكَ أن تضحكَ كثيراً لتحتفي بنكتةٍ بطعم الخردل وتركنَ وجهكَ في العتبة وتدخل بيتكَ حاملاً رحمكَ المقطوع
    أن تتضاءلَ كالبَرَدِ وتستحمَ بدمكَ على شاشةِ التلفاز… هكذا
    لكَ أن يغويكَ عاركَ المسفوحُ على درجِ البناية
    وأن يضيقَ عليكَ ربكَ… فتخلعهُ
    ولي أن أنفضَ البن عن القصيدة وأغلي وحدي..
    وأمشي في جنازةِ هذا الكوكبِ دون أن أنحازَ لشرفةِ العويل
    لي أن.. أخرجَ من الهامش إلى المعنى دونَ غطاء رأسي…
    وأفردَ شَعري.. شاحنات دمعٍ طائرة
    ورسائل وثماراً مفروطة .

    منقوول

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    τhe εngıneereD ❥
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: IraQ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,614 المواضيع: 719
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 17768
    مزاجي: MOOD
    أكلتي المفضلة: Fast Food/Bechamel Pasta
    آخر نشاط: 18/August/2024
    مقالات المدونة: 6
    جميل جدا ،، شكرا رماد

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ام ﺣۦﻤّۦـﯛدي
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,477 المواضيع: 2,203
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 40340
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2
    كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة
    ​شكراً لك

  4. #4
    اهلا بكما

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال