.
ما أريدهُ , أرغبهُ , موجودٌ فيَّ
لا أطلبُ اي شيء حتى من أمي
مثل قميصٍ أو جريدةٍ قديمة
إنني عطوفٌ : أقفُ الآن عندَ هضبةٍ
لأرحبُ بنهرٍ مريضٍ وصلَ اليومَ لاجئاً
من إحدى القارات
*
سيرة
*
أنا من كركوك ولدتُ وعشتُ فيها لأكثر من عشرين سنة .
لا أدري اين هي الآن
قيل لي بانها هربتْ أو خُطفتْ إلى مجرّة أخرى ,
غير معروفة بعد .ُ هناك شاهدتُ , في ليالي الصيف ،
من سطحِ بيتي , نيران الأفق
كثيراً تجولتُ فيها , تعرفني مقابرها ، حيث
التقيتٌ مناضلين بينما موتاها يراقبوننا
عند العودة صادفنا , غالباً , تتاراً يطرقون أبواباً
في أزقةٍ ضيقةٍ , وشعراءَ يأكلونَ قصائدهم
كنتُ شغيﻻ في مخابز , لحّاماً في شركة الغاز
صباغ دورِ , عاملا في سكك الشالجية
صديقاً لبغايا ولصوص سينمات ,
شيوعياً مع ابناء بورجوازيين
ذات ليلة قرفتُ من هذا كلهِ : التقطتُ سكيناً من مطبخ البيت ,
التحقتُ بثائرينَ عند جبال بعيدة
مضتْ سنوات طويلة , رجعَ الجميع :
لم أعدْ بعدُ
*
إنني أحيا بلا أمل
سترفعٌ الأمواجُ هذه القرية , تعومُ , تختفي وأنا معها ,
مثل ربان شجاعٍ لسفينة تغرقُ ولا يتخلى عنها .
حتى ذلك الوقت , سأرتّبُ اشيائي في صناديقَ وأكياسٍ ,
منها كتاباتي , جواريبي ,
وكومة جماجم فارغةٍ لعصافير .
منقوول