تعدُّ قيادة السيَّارة جزءاً يومياً من حياة ملايين الأشخاص، ويستخدمون لذلك طرقاً عامة يشتركون فيها مع الكثير من راكبي الدراجات والمشاة، مما يوجب عليهم المحافظة دوماً على يقظتهم وانتباههم.
تؤثِّر العديد من العوامل في قيادة المرء للسيارة، مثل تعاطي المشروبات الكحولية أو تعاطي المخدِّرات وبعض أنواع الأدوية، أو التعب، أو استخدام الهواتف المحمولة، أو الضعف البصري، أو التقدُّم في العمر.
القيادة تحت تأثير الكحول
يمكن لأيَّة كمية من المشروبات الكحولية أن تؤثِّر في قيادة المرء للسيارة. وبسبب أنَّ تحمُّل الأشخاص للكحول يعتمد على عوامل كثيرة، بما في ذلك الوزن والجنس والعمر، فلا يمكن استنتاج حدود دنيا يمكن اعتبارها آمنة ويمكن قيادة السيارة معها. وهذا ما يستدعي الامتناع تماماً عن الكحول.
إذا قام أحدهم بقيادة السيَّارة وقد بلغ تركيزُ الكحول في جسمه 160 ملغ لكل 100 ميليتر من الدم، فإن احتمال تسبُّبه بحادث مروري يزداد بمعدل 30 مرَّة على السائق الذي لم يتناول أية مشروبات كحولية. من هنا يمكننا القول، إذا تناول أحدهم مشروباً كحولياً، فيجب عليه الامتناع نهائياً عن قيادة السيارة، إلى أن يزول أيُّ أثر للكحول في دمه، وهو ما قد يحتاج إلى بعض الوقت.
القيادة تحت تأثير المخدِّرات والأدوية
تشير بعضُ التقارير إلى أنَّ واحدةً من كل عشر وفيات على الطرق يعود سببها فاته إلى القيادة تحت تأثير المخدِّرات أو تعاطي أدوية معيَّنة. تعدُّ القيادة تحت تأثير المخدِّرات أو بعض أنواع الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية أو من دون وصفة طبية، خطيرةً تماماً كما هي القيادة تحت تأثير الكحول.
يمكن لبعض أنواع المخدرات أو الأدوية أن تستمر آثارها لفترات طويلة بعدَ تناولها، وقد ينجم عنها بطء في استجابة المريض وضعف في تركيزه ونعاس وتشتُّت في الانتباه وشعور زائد بالثقة بالنفس.
عند تناول أي دواء، يجب التأكُّد مما إذا كان يؤثر سلباً في قدرة الشخص على القيادة. وأفضل وسيلة للتأكُّد من ذلك هي استشارة الطبيب أو الصيدلاني، اللذين يقدِّمان النصح للمريض عن أفضل طريقة لتناول الدواء، ومن ثم علاج الحالة من دون أن يعرِّضَ المريض نفسه للخطر على الطريق.
تعب السائق
ينجم حادث واحد من كلِّ خمسة حوادث كبيرة على الطرق عن تعب السائق. يحاول السائقون المتعبون أن يغالبوا نعاسهم بفتح النوافذ أو تشغيل المسجلة، ولكن ذلك لا يكون كافياً دائماً، وإن ما يحتاجون إليه حقاً هو التوقُّف قليلاً عن القيادة لأخذ قسط من الراحة.
عندما ينوي السائق القيادةَ لمسافة طويلة، ينبغي عليه التوقُّف والاستراحة لمدة 15 دقيقة كل ساعتين. كما يجب عليه ألاَّ يبدأ رحلته إذا كان يشعر بالتعب، وأن يتجنَّب ما أمكن السفر بين الساعة 12 ليلاً و 6 صباحاً، لأنه سيشعر بالنعاس غالباً في مثل تلك الأوقات.
استخدام الهواتف المحمولة
إنَّ استخدام الهواتف الجوالة في أثناء القيادة، سواء للكلام أو لإرسال الرسائل النصية، يؤدي إلى تشويش ذهن السائق وإبطاء سرعة استجابته. أظهرت بعض الدراسات أنَّ السائقين الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة في أثناء القيادة يزداد احتمال تعرُّضهم لحادث بمعدَّل أربع مرَّات.
إنه لخطأ جسيم أن يقوم السائق باستخدام هاتف محمول في يده أو جهاز مشابه له في أثناء القيادة. ولا يعدُّ استخدام الهاتف المحمول بوساطة سماعات لاسلكية استثناءً، فإنه يؤدِّي أيضاً إلى تشتيت انتباه السائق، وقد يعرِّضه للعقوبة والغرامة إذا لاحظت الشرطة أنَّ استخدامه له أثر على قيادته للسيارة.
يجب تجنُّب الإجابة على الهاتف المحمول في أثناء القيادة، ويمكن للسائق إعادة الاتصال بالمكالمات الفائتة بعد توقُّف السيارة. وبالمقابل، يجب على المتصل أن ينهي مكالمته إذا علم أنَّ المجيب يقود سيارة، وأن يعاود الاتصال به لاحقاً.
ضعف البصر
يجب على السائق أن يقوم بإجراء اختبارات دورية لعينيه، إذ يمكن لبصره أن يضعف دون أن يشعر أو يدرك ذلك. كما يمكن أن تكشف تلك الاختبارات العلامات الباكرة للإصابة بحالات طبِّية معيقة للقيادة، مثل الساد (المياه البيضاء) أو الزَّرَق (ارتفاع ضغط العين) أو السكَّري.
إذا استطاع السائق اجتياز اختبار القدرة البصرية الذي يؤهِّله للحصول على رخصة القيادة، وكان في الوقت ذاته يعاني من الساد، فيجب عليه تجنُّب القيادة في أثناء الليل أو بمواجهة ضوء الشمس. كما يجب على السائق استشارة طبيبه أو اختصاصي العيون عندما يشعر بأيَّة تغيُّرات مرضية في عينيه، والتأكُّد من أهليته للقيادة.
التقدُّم في السن
لا توجد سنٌ قانونية يتوجَّب على المرء بعدها أن يتوقَّف عن القيادة، ويبقى هذا الأمر مسؤولية شخصية منوطة بكل سائق.
يعتمد قرار السائق على الاستمرار بالقيادة أو التوقف عنها لدى تقدُّمه في السن على مدى تأثُّره ببعض الحالات الطبية، مثل:
- الأمراض القلبية.
- الصرع.
- السكَّري.
- الإعاقات الحركية الهامَّة.
العربيه للمحتوى الصحي