وقف رجلان في أحد الشوارع يراقبان منزلا صغيرا باهتمام شديد ، لم يكن الرجلان سوى لصين اسم الأول شهاب والثاني اسمه خطاب ، كانت تقف امام باب المنزل الصغير ، سيارة زرقاء ، ولم يغفل اللصان عن مراقبة المنزل والسيارة ايضا لحظة واحدة ، كان يجاور المنزل مبنى لاحد البنوك لم يكن اللصان يريدان سرقة المنزل ، بل سرقة البنك ، شاهد اللصان رجلا يغادر المنزل حاملا بيده حقيبة ومعطفا ، ولم ير الرجل اللصين ، توقف الرجل امام السيارة ، وفتح بابها ، ووضع الحقيبة والمعطف فوق المقعد الخلفي ، ثم ركب السيارة وادار محركها ، انطلق الرجل بسيارته الزرقاء ، على حين وقف اللصان يتابعانه بعيونهما وهما يبتسمان ، فمنزل الرجل خال الان .
عندما هبط الظلام غادر اللصان مكانهما قاصدين المنزل ، وحاولا فتح الباب ، ولكنهما لم ينجحا ، اشار خطاب الى اسم معلق على الباب ، وقال : انظر ان صاحب المنزل اسمه سعيد سامر ، وقال شهاب ، انه غير موجود ، والمنزل معتم ، تعال نبحث عن نافذة ندخل منها ، حطم خطاب زجاج النافذة للمطبخ وتسلل اللصان ، الى داخل المنزل ، وكان شهاب يحمل حقيبة ضخمة بها بعض الادوات وحبل ، تجول اللصان في المنزل قليلا ، ثم توقفا في حجرة تقع تحت المطبخ ، وأخذا يفحصان أحد جدرانها بدقة ، وقال حطاب : إن هذة الحجرة مجاورة للبنك تماما ، قال شهاب مبتسما : يمكننا أن نهدم الجدار ، وننفذ إلى البنك ، ثم أخرج الأدوات والحبل من الحقيبة وأعطاهما لخطاب ، أخذ خطاب يضرب الجدار ، ولكنه بعد وقت توقف قائلا : إنه جدار سميك وقد تعبت ، لن نقدر على هدمه ، رد شهاب قائلا : بل سنهدمه وسنأتي هنا غدا ليلا لنواصل العمل ، خرج اللصان من نافذة المطبخ كما دخلا وتركا الحقيبة والأدوات في الحجرة ، المجاورة للبنك ، سارا وهما يبتسمان وكان الظلام شديدا ، والشوارع خاليه من الناس ، في الصباح عادت الحركة ال شوارع المدينة ، الاطفال يذهبون غلى مدارسهم والسيدات إلى السوق ، والرجال إلى أعمالهم وفتح البنك ، عاد اللصان إلى بيتهما وهما يشعران بالتعب ، وأوى غلأى بيتهما وهما يشعران بالتعب ، وأوى كل منهما إلى فراشة واستغرق في النوم ، في المساء عادا إلى منزل سعيد سامر ، ودخلا من نافذة المطبخ وكانت الدنيا ظلاما فلم يراهما احد ، استأنف اللصان هدم الجدار واستطاعا ان يحدثا تجويفا كبيرا فيه ، وملأت بقايا الهدم الحجرة ، توقف اللصان ليستريحا ، وكانت علامات التعب بادية عليهما .
قال شهاب ، يحسن أن ننصرف ، وسنعود غدا مساء لنكمل هدم هذا الجدار السميك ، في الصباح ، كان سعيد سامر يقود سيارته الزرقاء عائدا لمنزله ، نزل سعيد سالم من السيارة حاملا حقيبته ومعطفه ، وصعد سلم منزله ، وفتح الباب ودخل ، وكان اللصان في هذا الوقت قد عادا الى بيتهما في المساء ، كان اللصان شهاب وخطاب واقفين في الشارع يراقبان منزل سعيد سامر ، وكان علامات الدهشة ظاهرة على وجهيهما ، قال خطاب ، اسمع يا شهاب ، يمكننا أن نتصل به تليفونيا تعال معي ، فساله شهاب ، ما الذي ستقوله له ، قال خطاب ، انظر يا شهاب هناك سيارة زرقاء تقف أمام باب المنزل ، إنها سيارة سعيد والنافذة مضاءة فقال شهاب ، ان سعيد بالداخل ماذا نفعل ، ذهب اللصان إلى تليفون عمومي ، وتناول خطاب دليل التليفون وقلب صفحاته ثم صاح ، انظر ها هو العنوان ورقم تليفونه ، ادار قرص الهاتف وقال : هل السيد سعيد موجود من فضلك ، ورد عليه محدثه قائلا ، نعم انا سعيد فقال خطاب ، أنا الضابط علام من ادارة الشرطة الجنائية هل تسمح لي بزيارتك فهناك لص في منزل ، قال سعيد بدهشة ، لص في منزلي اجابة خطاب ، نعم وسوف يقوم بالسطو على البنك المجاور لمنزلك ، ونحن نبحث عن هذا اللص .
غادر خطاب وشهاب كشك التليفون متجهين الى منزل سعيد ، قال خطاب ، تذكر يا شهاب إننا ضابطان من الشرطة الجنائية ، اسمك حسان واسمي علام ، فقال شهاب ، نعم سأتذكر هذا جيدا ، قال خطاب لزميلة في حقيبتنا بعض الحبال وسوف نقيد بها سعيد ، وبعدها يمكننا سرقة البنك والهروب بسيارة سعيد عندا فتح سعيد الباب قال خطاب : نحن ضابطان من ادارة الشرطة الجنائية أنا الضابط حسان ، فقال سعيد مرحبا تفضلا بالدخول ، طاف اللصان وسعيد في انحاء المنزل ، حتى وصلوا إلى النافذة المكسورة فقال خطاب ، انظر إلى هذه النافذة يا سيد سعيد ، لقد دخل لص من هنا ، هل تقع تحت المطبخ غرفة ، أجاب نعم توجد غرفة ، ذهب الرجال الثلاثة إلى تلك الغرفة ، ووقفوا أمام التجويف الذي في الحائط ، وقال خطاب أنظر إلى التجويف وهذه الأدوات ، فقال سعيد ، إن اللص ليس هنا ، قال خطاب ، إن اللص هنا وهو أنت يا سعيد أيها اللص الكبير كيف تجرؤ على سرقة البنك يا رجل وخداع رجال الشرطة ، إنك تنوي هدم الجدار ثم السطو على البنك .
أخذ سعيد يصرخ قائلا : أنا لست لصا استمعا لي أرجوكما ، انكما مخطئان فقال خطاب ، سوف نقبض عليك يا سعيد هيا معنا ، أمسك خطاب وشهاب ذراعي سعيد الذي استمر يصيح ، أنا لست لصا فكيف تقبضان علي ، لم يصغيا اللصن إليه وأخدا يقيدانه ، وأخذه إلى المطبخ وأجلساه على مقعد وامسكه شهاب ، على حين وقف خطاب ممسكا حبلا ، قال شهاب ، قيده الى المقعد يا خطاب ، ادار سعيد وجهه ناحية باب المطبخ ، ثم صاح بأعلى صوته ، إنهما هنا ادخلوا ، انفتح الباب ، فالتفت اللصان ناحيته مذهولين ، صاح خطاب موجها كلامه للرجال الواقفين بباب المطبخ ، ماذا انتم فاعلون لا يمكنكم القبض علينا ، اننا من رجال الشطة الجنائية ، وهذا الرجل لص ، وينوي سرقة البنك ، دخل ثلاثة رجال المطبخ ، وصاح سعيد اقبضوا على هذين الرجلان فهما لصان ، فمنزلي مجاور للبنك وكنتما تنويان سرقة البنك يا حمقي ولكنما دخلتما المنزل الخطأ ، نظر بعدها وهو يضحك الى شهاب وخطاب وقال للرجال خذوهما إلى قسم الشرطة سريعا ، لقد وقعا في الفخ فهم أغبى لصوص العالم يقتحمان منزل رجل شرطة يعمل في البحث الجنائي ، فأنا سعيد سامر الضابط بادارة الشرطة الجنائية .