كان احد الاعراب الظرفاء الكرماء في البصرة ، اشعل النيران في الحطب واخذ يطبخ لحما في قدر كبير بالطريق امام منزله وهو سعيد وفخور بما يصنع وما يضعة بالقدر من لحوم وتوابل وخضار وبصل وفلفل ، فلما راه جيرانه اقبلوا عليه وهو يبتسمون ، ويساتلونه عما يفعل بالطريق فاخذ يقول لهم انا اعظم طباخ في العالم وفي البلد وليس هناك من ينافسني في الطهي ، فاخذ احد الرجال الوقفين قطعة لحم وتناولها بسرعة ، فقال له يا رجل القدر يحتاج مزيدا من الخل .
واخذ رجل اخر قطعة لحم اخرى وتناولها سريعا وقال يا رجل القدر يحتاج الى التوابل ، واخذ ثالث قطعة كبيرة من اللحم واكلها بسرعة قائلا يا رجل اللحم يحتاج الى الملح ، واخذوا يتناولون لحم الرجل ، ويقولون له يحتاج ويحتاج وهنا نظر الرجل للقدر فلم يجد سوى ، قطعة لحم صغيرة فاخذها وتناولها وهو يبكي قائلا ان القدر يحتاج الى اللحم .