شكسبير والهروب من الطاعون
كان الاثرياء هم اكثر الناس تضرر من روائح لندن الكريهه، كانت نساء الطبقه الارستقراطية يمشين ممسكات بالفواحات يؤرجحونها يمينا و يسارا بينما ينفث الرجال التبغ في الهواء متمنيين ان تحول تلك الروائح الذكيه دون اصابتهم بالمرض. كان الغليون يصنع من الفخار وقد اخذه الانجليزي عن الامريكيين عام 1586، كانت القبعات المزينة بريش النعام كانت قمه الاناقه في ذلك العصر.
في عام 1592 هرب من لندن كل من استطاع ذلك فرارا من الطاعون ولكن لسوء حظهم سافر الطاعون معهم وكانت الفرق المسرحيه المتجولة من اهم اسباب انتشار المرض في عام 1593 كان الوباء قد اصاب مدن وقري في جميع انحاء انجلترا منها شروزبيري و نوتنجهام و ليتشفيلد و ديربي و ليشستر و لينكولن.
لم يكن هناك علاج فعال يقضي على الطعون ولكن الابوقراطيين كانوا يقومون بتحضير بعض الادويه ويبيعوها للناس. الابوقراطي في عصر شكسبير هو شخص يمزج بين وظيفه الصيدلي والطبيب وكان هؤلاء الابوقراطيين يقومون بتخزين الزيوت والاعشاب وغيرها من المواد التي يستخدمونها في صنع الدواء ويحتفظون بها في اوان من الفخار وفي مسرحيه روميو وجوليت يصف شكسبير متجر احد هؤلاء الابوقراطيين وما يحتويه من مواد عجيبه مثل جلود اسماك شاءهة و بذور نباتات عافنة.
كانت شعبيه المسرح الكبيرة في لندن هي نفسها السبب في إثارة العداء ضد المسرح، فقط كان عمده لندن و مستشاروه يرون في تجمع الجمهور لمشاهده المسرحيات تهديدا للامن و النظام و لذلك حاولوا اكثر من مره الغاء المسرح تماما. وقد شاركم هذه الرغبه جماعه البيوريتانيين ” المتطهرين ” الذين كانوا يمانعون كل الالوان الترفيه. والحسن الحظ فقد كان هناك اصدقاء للمسرح بقدر ما كان له اعداء وكان الممثلون يحتممون في الملكة اليزابيث نفسها وبحاشيتها المحبه للمسرح. و سرعان ما أصبح ايرل اسيكس و لورد ادميرال ” قاءد البحرية ” و لورد تشامبرلين ” كبير الامناء ” رعاة للفرق المرحية، التي سميت فيما بعد باسماء هولاء الرعاة من اصدقاء المسرح. في عام 1594 اصبح هنري كيري ” كبير الامناء ” 1524 _ 1596 راعيا لفرقة شكسبير المسرحية، وقد كان ابن عم الملكه و احد من اهم مستشاريها وفيما بعد اصبحت رعايه الفرق المسرحيه علامه على القوة والسلطان.
كان القانون يمنع الممثلين من تقديم العروض دون اذن من احد النبلاء الاقوياء وينص القانون على ان من يقبض عليه وهو يمثل بدون اذن سيعامل معاملة المحتالين و المتشردين و الشحاذين ويكون عقابه ان يجلد بالسياط حتى يخرج من المدينه و يتم حفر على اذنه علامه بالحديد الساخن.
في عام 1597 القي بن جونسون في السجن بعد كتابته مسرحيه جزيره الكلاب والتي قيل انها مليئه بمشاهد فاضحة ويدل هذا على ان الفرق المسرحية كانت داءما في خطر بالرغم من قيام كثير من النبلاء برعايتها وحمايتها. وقد تم منع مسرحية جونسون من العرض والنشر ولذا لا يمكننا معرفه السبب الذي جعل الحكومه تراها فاضحه الى ذلك الحد.
كان عمده لندن و من معه من مجلس الشيوخ _ مسئولا عن تنفيذ القانون واحلال الامن داخل المدينه لكنه لم يكن يملك سلطه على اي احد خارج جدرانها وهناك تم بناء معظم المسارح وكان اقصي ما يملكه العمده ان يكتب خطابات للوزراء واعضاء المجلس المعروف بمجلس المستشارين يشتكي فيه من خطر المسرح على اخلاقيات الناس ، كان البيوريتانيون يؤمنون بان الانسان خلق ليعمل او يتعبد. كانوا يعتقدون ان المسارح تعطل الناس من العمل و عن االعباده، ولهذا كان خطابؤهم في هجوم داءم علي المسرح.