الرّاجح أنّ الأصوبَ "الرّئيس" وليس "الرئيسي" و لا يُنْسَبُ بياء النّسبة فلا يُقالُ : "الرئيسي والرئيسية"، تُسْتَعْمَلُ هذه الصّفةُ للإنسان دون
غيره فيُقال فلانٌ رئيس في قومه أي سيِّدُ قومه، والـجمع رُؤَسَاء. وقد يُجاوَزُ بِهذه الصّفةِ موضِعُها الحقيقي إلى معنى مجازي فيطلَقُ لفظ
(الرئيس) مَجازا لوصف الشيء بالرئاسة نظرا لأن هذا الشيء يتبوأ منزلة عالية على غيره مما هو من جنسه
فالإطلاق على سبيل المجاز لا غير. وهذا القولُ مُقرَّرٌ في بابِه وتُؤيِّدُه قاعدة أنّ (الزّيادةَ في اللّفظِ زيادةٌ في المعنى) فإذا زدنا ياء النّسبة وقلنا
(الرئيسي) فلم نزِد معنى جديدا على المعنى الذي يدلّ عليه لفظ "الرئيس" ، فنقول : دخل الوزير من البابِ الرئيس؛ لأنّ هناك أبواباً أخرى
ثانوية أو خلفية يدخل منها صغار الموظّفين... ونَقولُ: الخبر الرئيس في النشرة، لأن هناك أخبارا جانبية... فالنسبة هاهنا (الرئيسي) لا تعني
شيئا، فإذا زعمْنا أنّ الصَّوابَ زيادة ياء النّسبَة في قولنا [النشرَة الرّئيسيّة] فكأننا ننسب النشرة إلى سيادة الرئيس، أو ننسب الباب إلى فخامة
الرئيس إذا قلنا (الباب الرئيسي) وكأنّه الباب الوحيد الذي يدخل منه هو دون غيره فهو منسوب إليه وحدَه، ومثلُه قولُنا (البابُ الوِزاري) لا يدخل
منه إلا الوزراء، أو المرسوم الوزاريّ أو القرار الرئيسي أي القرار الصّادر عن فخامة الرئيس...
و الرأي عندي أنّ العلّةَ دخلَت علينا من الترجمة الحرفية ولم ننتبِه فرُحْنا نلتمسُ العللَ والمُسوِّغاتِ ونُقدّم الأيمانَ المُغَلَّظَةَ على صحّة (الرئيسي).
أقول الآفَةُ آتيةٌ من التّرجمة، فأصلُ الكلمةُ: Principal نسبةً إلى prince أي الأمير، أو نسبةً إلى principe أي المبدأ، فينبغي أن نضرب عن الترجمة
الحرفية صفحا وننظر في أسلوب كلّ لغة وطريقتها في الدّلالة والتّعبير