بيروت ما فِي ساحنَا أفراحُ
دوّى انفجارٌ والصدى سفّاحُ
كيف المنام؟ وكل أفقي دامسٌ
والحزن في أيّامنا مصباحُ
الكل من لحن الدمارِ مُروَّعٌ
فمتى يزولُ ؟ وأمنهم يرتاح
فقدوا أحبتهم وما ملكوا سُدى
يا ويلَ من فُقِدت لهم أرواحُ
أمّا الدمارُ فكان شرَّ ضيوفنا
لا مرحبا إن الدمار جراحُ
في القلب تنكأ ذكرياتٍ قد مضت
معها الجمالُ دليلها الوضّاحُ
لف الظلامُ مع الخرابِ مدينتي
وكأنَّ نبعَ صفائها ينزاحُ
ويحلُّ حزنُ العالمين بليلها
ويضيقُ من فرط الهمومِ براحُ
أسفي عليك وكل دارٍ تشتكي
ظلما تقاسيه وتاه صباحُ
يأتيك من يبغى الجمالَ منازلا
والآن تَسكنُ في الرُبا أشباح
ما زال يا بيروتُ صوتك قاتلي
أنّاتُ قلبك نبضُها نوّاحُ
سطت على دربِ الجمال قبائحٌ
نهشت بيوتك والقِلَى نبّاح
بيروت لا حزنٌ يدومُ بأرضنا
والصبرُ في وقت البَلا مِفتاحُ
والشرُّ مهما طال يومًا ينتهي
والخير باقٍ للورى صدّاحُ
وغدا يعودُ الأرَزُ موطن عزةٍ
ويعودُ فجرُك والسما أفراحُ
منصور عياد