هو ابو محمد عبد الله بن أحمد بن البيطار المالقى، الأندلسى، طبيب و عشاب، و من أشهر علماء النبات عند العرب. ولد فى مدينة مالقة جنوبى الأندلس فى أواخر القرن السادس الهجرى ( الثانى عشر للميلاد )، ودرس على أبى العباس النباتى الذى كان يجمع النباتات لدرسها و تصنيفها فى منطقة أشبيلية. ثم سافر ابن البيطار فى مطلع شبابه إلى المغرب، فجاب مراكش و الجزائر و تونس، معشباً دارساً. وقيل إنه تجاوز إلى بلاد الأغارقة و أقاصى بلاد الروم أخذاً من علماء النبات فيها. ثم أستقر به الحال فى مصر متصلاً بخدمة الملك الكامل الأيوبى ( 1218/ 1238 ) الذى " عينه رئيساً على العشابين و أصحاب البسطات " كما يقول أبن أبى أصيبعه، وكان يعتمد عليه فى الادوية المفردة و الحشائش، ثم خدم أبنه الملك صالح نجم الدين صاحب دمشق ( 1240 / 1249 ). ومن دمشق كان ابن البيطار يقوم بجولات فى مناطق الشام و الأناضول فيعشب و يدرس. وقد توفى أبن البيطار بدمشق سنة 646 هــ ( 1248 م ).
مؤلفاته :
1. " كتاب الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية "، وهو المعروف بمفردات ابن تلبيطار "، وهو مجموعة من العلاجات المستمدة من عناصر الطبيعة : معادن و نباتات و حيوانات.
جمع فيها بين " وصفات " القدامى من يونان و عرب، و أختبارته الشخصية، و رتبها على حروف المعجم. وقد طبع الكتاب فى بولاق سنة 1291 هــ ( 1874 م) فى أربعة أجزاء، ترجمه لوكلير إلى الفرنسية بباريس سنة 1883م.
2. كتاب " المغنى فى الأدوية المفردة "، يتناول فيه الأعضاء واحداً واحداً، ويذكر طريقة معالجتها بالعقاقير، بأسلوب مختصر وواضح.
3. كتاب الأفعال الغريبة و الخواص العجيبة، و الإبانة و الأعلام على ما فى المنهاج من الخلل و الأوهام.
نتبين أهم صفان أبن البيطار مما جاء على لسان أبن أبى اصيبعة فى طبقاته، وكان قد ألتقى به فى دمشق، إذ يقول إنه رأى فيه أخلاقاً سامية، و مروءة كاملة، وعلماً غزيراً. وكان لأبن البيطار قوة ذاكرة عجيبة، فقد قرأ الكتب المؤلفة فى ألوان الأدوية المفردة، فأستوعبها و أورد آراء المتأخرين و ما اختلفوا فيه، و مواضيع الخطأ و الأشتباه الذى وقع فيه كل العالم ...
قام أبن البيطار بتصنيف الأدوية التى قرأ عنها، و تعيين مصدر كل دواء، وذكر المقالة الواردة فة الكتب العربية و الأجنبية. وقد أستخلص من النباتات العقاقير المتنوعة، ولم يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا طبقها على النبات، وذلك بعد تحقيقات طويلة مضنية و عودة إلى مراجع علم النباتات.
ويذكر أبن البيطار الأدوية المفردة و أسماءها، و قواها، ومنافعها، و يبين الصحيح منها، وما يقع فيه الأستباه. وقد رجع فى مجال تأليف كتبه إلى نحو 150 مصدراً، منها 30 من المصادر اليونانية. و يوضح أبن البيطار فى مقدمة كتاب " الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية ".
ما قاله بعض المستشرقين فى ابن البيطار :
1. ماكس مايرهوف : أنه أعظم كاتب عربى ظهر فى علم النبات.
2. روسكا : الكتاب الجامع لمفردات الأدوية له أهميته و قيمته و اثره فى تقدم علم النبات.
3. لوكلير : أدخل ابن البيطار ما يربو على الثمانين من العقاقير و المفردات الطبية.