وحبك يملأ الدنيا عبيراً
وقربك يملأ الوِجدان سِحرا
أقول إذا ابتعدنا لا أماناً
ولا فجراً يلوحُ سناً وطُهرا
يعذبني الحنينُ بغيرِ رفقِ
ويغدو الكونُ في عينيَّ قفرا
فإن حان اقترابك من عيوني
وفاح سناكِ فوق المسك عطرا
وعاد القلب ينبض من جديدٍ
ملأتُ الكونَ أنغاماً وشِعرا
تقول "جزيتكَ الهجران لمَّا
لسوء فعالكم لم ألقَ عُذرا
وكم ثارَ الحنينُ إليكَ لكن
خشيت ُ بأن تكون حَمَلت غَدرا"
قفلتُ حبيبتي قد لاح عذري
وهل يبقى أنين الروح سِرَّا ؟
أتيتكِ لا أطيق مزيدَ فَقْدٍ
وما عاد الفؤاد يطيق هجرا
لقد كادت عيوني منه تدمى
ويصهرني الحنين إليكِ صَهرا
وياليت الجزاء بمثل فعلي
لقد قُدَّ الفؤادُ عليك دُبرا
(أحبكِ فوق ما وسعت ضلوعي)
وأُذبَح فيكِ تعذيباً وصبرا
فما يوماً شكوتُ عميق حزني
ولا يوماً عصيت هواكِ أمراً
أيطربكِ الحنين؟ فِداكِ قلبي
لأجلك أحملُ الأشواق عُمراً
أيهنيكِ العذابُ؟ فدتكِ عيني
لِأجلكِ تَسْكُبُ الأوجاع قطرا
أيسعدكِ الفؤاد إذا تَعَنَّى
لأجلكِ أحملُ الآلام دهرا
ومن خمر المحبةِ فيكِ أحسو
كأني قد نويتُ الموتَ سُكراً
علاء سالم..