فى نهاية القرن التاسع عشر كلف ملك بلجيكا ليويولد الثانى أحد أتباعه، وهو هنرى " ستانلى "، بأستكشاف حوض الكونغو. وخلال صعوده مجرى النهر ألتقى بعض قبائل " البانتو " الزنوج، فعقد معهم معاهدات صادقة و أتفاقات تجارية. وفى عام 1885 ألقى ليوبولد الثانى خطايا فى مؤتمر برلين، فيه عرف الأمم الغربية بوجود دولة
" الكنغو الحرة " تحت سيادته. ثم بدأت بلجيكا بأستثمار غنى الكنغو، و بصورة خاصة مناجم النحاس، و أنشئت لهذه الغاية شركة قوية أحتكرت إنتاج البلاد و عرفت بأسم " الأتحاد المنجمى ". إلا أن عمليات النهب التى طالت المناجم و من ثم البلاد كلها جعلت أقتصادها متدنياً لمدة طويلة من الزمن. و الظاهر العمرانية الوحيدة التى أفادت منها الكنغو البلجيكى آنذاك كانت مد خطوط السكك الحديدية لنقل النحاس.
بعد الحرب العالمية الثانية شهدت الكنغو حركات أستقلالية، فحاولت بلجيكا فى مرحلة أولى قمعها. ولكنها رأت من المفضل منح البلاد أستقلالها، وذلك فى عام 1960. وقد كانت غاية بلجيكا معاودة السيطرة على الكونغو عن طريق توظيف الرساميل و تأمين التقنيين و إنشاء الشركات التجارية فى الدولة.
فى الأشهر الأولى من الأستقلال أستطاع رئيس الدولة " باتريس لومومبا " أن يبسط سلطته و يمسك بزمام البلاد الموحدة. ولكن فريقاً من الأقتصاديين البلجكيين عمد إلى دعم " موبيز تشومبى " الذى بسط سلطته على " كاتنغا "، كما تدخلت دول أجنبية لصالح هذا الفريق أو ذاك من المتخاصمين. وعندما لجأ لومومبا إلى قوات الأمم المتحدة أغتيل. وهكذا دخلت البلاد فى حرب أهلية بعدما مر على أستقلالها خمس سنوات، و أنتهت تلك الحرب بتسليم أحد العسكريين الحكم، وهو الجنرال " موبوتو".