منذ الصغر وانا افكر في التفسيرات الاكاديمية للظواهر الطبيعية فقد تلقينانا جاهزة منذ دراسة المتوسطة
تفسير المطر=== التقاء شحنتين سالبة وموجبة في الغيوم
تفسير البرق === تفريغ للشحنات الكهربائية فيسخن الهواء الخ
تفسير البراكين == هو تنفيس الحرارة الكامنة في باطن الارض
تفسير الاعاصير = هو اختلاف مستوى الضغط الجوي
تفسير البصر = هو سقوط الصورة على العين ونقلها الدماغ فيحللها ويرسلها للنفس
والسمع كذلك والشم كذلك الخ
فالدماغ هو البدالة الرئيسة التي تستقبل الواردات من الحواس فتحللها وتعكسها للنفس البشرية
هكذا هي التفسيرات الاكاديمية التي درسناها وكان مستوى شهاداتنا ومستقبلنا على كمية تحصيلنا لها
ولحسن الحظ انها في نفسها صائبة وصحيحة اغلبها وتمثل توفيقا للعقل البشري وثمرة جهود الفكر العلمي
الا انها وقعت ضحية لمغالطة منطقية غامضة وسبب غموضها هو الفكر المادي والعلم التجريبي المنعزل والرافض للفكر الميتافيزيقي اى العلم ما وراء المادة
فهل حقا وصدقا اننا واقعون تحت تاثير الدماغ فما يقرره ويصوره لنا من مظاهر خارجية هو الممون الاول والوحيد ?
بعبارة اخرى هل الدماغ هو المكتشف للامور الخارجية كالصور والاصوات والحركات الخ ثم مرحلة ثانية تتعرف النفس البشرية لهذه المعلومات
ام ان الدماغ مجرد عضو وكتلة مادية و الة مادية لا تحلل المعطيات الواردة اليها ولا ترسم معلومات ولا تحول الاشارات الى لون او طعم او رائحة او مقاسات او هيئات او رسوم فديوية الخ لا ابدا فهي تبقى كتلة مادية وهذه المعطيات امور معنوية لا تحس ولا تمس ولا ترتسم ولا تقاس ولا تتحرك ولا تنتقل بالاعصاب والاشارات فهي من جنس مغاير لجنس المادة وقوانين المادة وانما المدرك لها والفاهم لها والمبصر لها والسامع لها والمتذوق لها ووووو هو امر معنوي ايضا وهو النفس البشرية لا الدماغ المادي ولا القلب المادي ولا العين المادية ولا الانف المادي ولا اللسان المادي ولا الاذن المادية فكل هذه ومنها الدماغ مجرد ادوات ونوافذ للنفس البشرية للتفاعل مع محيطها الخارجي
فاوضح مثال العين فهل عيوننا من تبصر وترى ام ان الابصار والرؤية قوة تابعة للنفس ومن صفات النفس وليس العين كلحم وعروق وحدقة هي المبصرة كلا وانما هي اداة ونافذة لنقل الخارج الى النفس فاللحم والحدقة لا تبصر نفسها ولا غيرها
ونفس الامر يقال للاذن فهي لا تسمع انما تنقل الصوت فقط فالسمع قوة نفسانية معنوية
وحتى الدماغ ترده الصور والاصوات وهو اطرش بالزفة لا يفهمها ولا يصورها ولا يتعقلها فصوت البكاء مثلا عنده بنفس مرتبة صوت الضحك فهو عنده مجرد صوت
وصورة البلبل كصورة التمساح فهي مجرد صورة غير مفهومة
اذن فهل يعقل حقا التفسير الطبي ان الدماغ ليس فقط يحلل ويرسم المعلومات بل يتحكم في زمان حدوث الواردات فيوهم النفس ان ما يسمعه الان ويراه هو حدث قبل الان
ومن ذلك يفسر الطب حالات انفصام الشخصية باعتقاد المريض ان اليوم هو البارحة او انه لم يفعل اشيئا وهو فعلها ويقول الطب انه يعيش تحت تاثير خلل دماغي يقدم ويؤخر في حدوث الاشياء زمانيا ويرسلها للشخص المريض
مع ان الدماغ قطعة مادية لا تملك لنفسها فهما خارجيا ولا ادراك لما يردها من معلومات من الحواس فهي مجرد منظمة وناقلة للنفس التي هي مسرح كل ادراك ووعي للمظاهر الخارجية فهنا الخلل في النفس في الانفصام او الزهايمر او باقي الامراض النفسية فكما هي تملك قوة الابصار كذلك قد تفقدها وكما تملك قوة ادراك الزمن وتتابعه وسيولته كذلك قد تفقدها فتعتقد هي لا الدماغ انها في يوم امس او انها ذهبت الى المتنزه اليوم مع انها ذهبت قبل يومين او اكثر الخ من اختلالات
فهل التفسير الاكاديمي هو الصحيح ام التفسير اعلاه
ارجوا النقاش المثمر