المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انسان ثاني
اخي العزيز من المؤكد لو تعطل الدماغ تعطلت باقي الاعضاء ولا كلام في ذلك
لكن موضوعنا هل الدماغ يبصر ويسمع ويدرك ام ان هذه القوى من مختصات النفس وممتلكاتها
هذا هو الموضوع
نعم الدماغ كتلة عصبية تنقل الواردات الخارجية الا انه لا يفهم ولا يعقل ولا يشعر ولا يدرك ولا يبصر
وكل جوارح الانسان الجسمية نفس نصيب الدماغ
فعمدة هذه الاحساسات والادراكات من مختصات النفس
التفسيرات الاكاديمية .. وبحسب ادواتها التجريبية .. تقرأ الفعل
وهي ايضاً نسبت الفعل للاداة او محل نشاطه .. وهي معذورة في ذلك الى حد ما
التفسيرات المعرفية الاخرى .. تؤسس مقولاتها .. كما ذكرت صديقنا .. على تساؤل مهم
هو استحالة صدور ( الوعي ) من ( مادة غير واعية ) لذلك لابد من وجود محل اخر خارج المادة يحمل هذا الوعي ويحرك ادواته
القضية ليست تناقضاً بين ( العلم ) و ( والما وراء ) انما هو تلاقح بينهما ..
هذا التلاقح الذي اصطدم الاعتراف به بحاجزين مهمين ... تعجرف المسلك التجريبي احيانا و تكبر المسلك الما ورائي احيانا اخرى
العلم التجريبي - في بعض شخصياته - يسخف المقولات المعنوية .. والمسلك المعنوي - في بعض شخصياته- يسفه المنجزات العلمية
فبدا الامر وكأنه صراع .. وهو واقعا ليس كذلك
وكمعلومة ارى لها علاقة بمضمون الموضوع ..
استاذ علم الاعصاب والمعالجة النفسية الالماني هويمار فون ديتفورت
وفي كتابه تاريخ النشوء \ ترجمة محمود كبيبو
خلص الى نتيجة صادمة حيث يقول ..
ان اهم معرفة نستطيع استخلاصها من نتائج بحوث علوم الطبيعة الحديثة ان صور الوعي المختلفة من مثل التكيف والتعلم والتجريب والابداع والذاكرة والتخيل كلها كانت موجودة منذ زمن طويل قبل وجود الادمغة
وان دخول العقل والوعي الى هذا الكون لاول مرة لم يكن معنا نحن البشر
مع انه لا يتبنى التفسير الما ورائي .. ولا يقول به ولا يروج له
سعيد بتعليقك النابع من فهم مطابق لفكرة الموضوع
وللاسف لم اعرف رائيك
استاذي القضية واضحة وفكرة الموضوع هو استغراب اعيشه منذ سنين هل حقا تفسيرات العلم التجريبي صادق ومطابق للواقع وهل يجب اخذ التفسيرات الغريبة كمسلمات
العلم الاكاديمي والمنهج التجريبي يبذل مجهود فائق وكاسح للمجهولات وكل يوم نرى ثمراته وابتكاراته ودراساته
والفلسفة تحترم العلم وتمجد بانجازاته الا انها تستمر بالبحث عندما يقف العلم عاجزا في مسائل الماورائيات ومنها النفس البشرية ووعي النفس وادراك النفس وابصار وسمع وحب وكره ولذة والم النفس
ففرق بين البصر كقوة وصفة وبين العين الباصرة
وفرق بين السمع كموهبة معنوية وبين الاذن اللحمية المادية
فلا هذه هذه ولا تلك تلك
واذن فالتفسير الطبي يقرر ان الدماغ والعين والاذن وباقي ادوات الجسم هي المدركة هي الباصرة هي السامعة مع انها ماديات ومغايرة سنخا وجنسا عن المعنويات السمع والبصر والادراك
فمن حق الفلسفة ان تقول للعلم هذا ليس اختصاصك
وهذا ليس مجالك ولا موطنك اذ ان العلم التجريبي ينكر الغيبيات والمعنويات والماورائيات فهو لا يؤمن الا بالمحسوس والملموس
وهنا يبدا دور الفلسفة كما قلنا عندما يقف العلم عاجزا ومستفذا طاقته
شكرا لتعليقك اخ كاظم
بدوافع شخصية ... لست ميالا للفلسفة عموما ..
مع ذلك فرأيي هو
ان نسبة الفعل للاداة .. نسبة فيها الكثير من الخطأ
لبداهة امر غاية في البساطة .. هو الآتي
ان الفعل ينسب للذات التي خرج الفعل عنها او منها ..
حين نقول .. انت تكتب .. فالذي يكتب انت .. لا يدك كاداة اولى ولا قلمك كاداة ثانية
واذا لاحظنا قوانين الجزاء والعقوبات الارضية منها والسماوية فانها .. ترتب العقاب والجزاء علىى الذات الفاعلة
فهم يسجنون السارق .. لا يسجنون يده .. وهذا ببساطة اعتراف بوجود ذات غير مرئية تمثلت بهذا الجسد ( الاداة)
التفسيرات الاكاديمية .. تزودنا بمعارف افقية .. والكون قابل للتوسع فيها الى مالانهاية
التفسيرات المعنوية ... تزودنا بمعارف عمودية ... وايضا مداها قابل للترقي الى مالانهاية
جيد
رائيك صائب وعين العقل
وامثلتك وافية للمعنى وللقضية في هذا الموضوع
احترامي استاذ كاظم
النقاش رائع، تقبل مروري كمستمعه، الموضوع جديد وانا اتعلم من النقاش المطروح
تحيتي
طرح جميل
موضوع جميل .. انتظر التكملة لموضوع نقاشي اخر قد يفتح الباب لوجود علة حقيقية تمتزج مع المادة
فالعلم لا يبرر وجود خوف الشخص عندما تحاول اطلاق رصاصة على رأسه ..
يعطيك فقط ما ينشأ عن هذا العامل من اضطراب في القلب وانحاء الجسد التي تبدء في تحفيز نفسها للمواجهة .. وهذا الامر يختلف حينما نكون مستيقظين
رد مع اقتباس