ما هى الشجرة التى يرد ذكرها مع ذكر الألهة و الشعراء، و تدخل إلى المطبخ، و تستعمل لتجفيف اللحوم و أتقاء الصواعق، و تشفى من الحمى ؟؟؟ إنه الغار الذى أكتشفت منافعه منذ القدم. أما اليوم، فلم يعد من يهتم بهذه الشجرة مثل أحد شعراء النهضة الفرنسية الذى قال فيها : " منافع هذه الشجرة لا تحصى، وهى بعدد أشجار العالم ". لكنها لاتزال تستعمل فى المطبخ. أما بشأن أتقاء الصواعق، فقد أخترع الإنسان ما يغنى عنها ...
1) ورق الغار :
- للغار تاريخ طويل، كان قديماً مكرساً على اسم الإله أبولون، لذلك كانت أغصانه تستعمل للأحتفال بعيد هذا الألهة.
كان الإغريق و الرومان يضفرون التيجان من أغصانه ليضعوها على جباه الأبطال و الشعراء. و أستمرت هذه العادة حتى فى القرون الوسطى. فكان القدماء يحافظون على أغراس الغار بالقرب من منازلهم، أعتقاداً منهم بأن شجر الغار يصد الصواعق بحماية ابولون.
أسمه العلمى " الغار الكريم النسب "، هو من الأشجار التى تتميز بها مناطق البحر المتوسط. إنه شجرر مورق فى كل الفصول، خشبة صلب، و يبلغ طوله أحياناً 12 متراً، ولكنه غالباً ما يكون شجرة صغيرة ذات أوراق لامعة بلون أخضر قاتم. تفوح منها رائحة قوية عطرة، و تستعمل لتطيب الطعام و بعض المشروبات. أزهار شجرة الغار صغيرة ضاربة إلى الأصفرار، و ثمارها مفردة النواة، عندما تنضج يسود لونها و تصبح شبيهة بالزيتون، لكنها لا تؤكل. للغار فوائد طيبة كثيرة: يقضى على العفونة و يدر البول و يشفى من داء المفاصل.
فصيلة الغاريات :
- يطلق أسم الغار على فصيلة نباتية كبيرة هى الغاريات. ولكن يجب الأنتباه إلى صنفين من الغار لا ينتميان إلى هذه الفصيلة على الرغم من التسمية : الدفلى وهى من فصيلة الدفليات، والكرز الغارى وهى من فصيلة الورديات. أكثر أنواع
أنواع الغاريات التى يبلغ عددها 2250 نوعاً تنتشر فى المناطق البحرية، و القاربة ذات المناخ البحرى. لذلك نجد الكثير منها فى آسيا الأستوائية و أوستراليا و اليابان، وعلى شواطئ أمريكا و أفريقيا الأطليسية. فى أوروبا لا يوجد سوى نوع واحد هو الرند. وكل أنواع الغارايات تشبه من حيث الشكل، لكن بعضها تعطى ثماراً عنبية و ليس ثماراً مفردة النواة.
كل الغاريات تحتوى على خلايا زيتية أى أنها تنتج مواد زيتية.
2) القرفة :
- شجرة صغيرة أسمها العلمى كافور سيلانى، تنبت فى غابات جزيرة سيلان، و تزرع أيضاً فى جافا و الهند الغربية.
فى القرنين السادس عشر و السابع عشر، كانت القرفة تعتبر من أثمن التوابل، لذلك كانت موضوع منافسة تجارية بين القوى البحرية الكبرى فى ذلك العصر.
أستوردها البرتغاليون إلى أوروبا بكميات كبيرة، بعد أن نزل فاسكو دى غاما فى جزيرة سيلان سنة 1506.
و للحصول على القرفة، تقطع نباتات عمرها سنتان و يقشر لحاؤها الذى بلف و يجفف قبل أن يسحق. تستعمل القرفة لتطيب بعض الأطعمة و المشروبات، و ايضاً لتنشيط الأفرازات الهضمية.
3) شجرة الكافور :
منشأها الصين و اليابان، كانت توضع كريات منها فى الخزائن لأقصاء العث و قتله، وهى تصنع بتقطير الخشب و الأوراق فى تيار بخارى. عرفها العرب منذ القرن الحادى عشر ميلادى و أستخرجوا منها دواء نادراً ثميناً. ومازالت فى الوقت الحاضر تحقن بعض الزيوت المكوفرة ( الممزوجة بالكافور لتنشيط الوظائف التنفسية و الدورة الدموية. و يستعمل الكافور أيضاً لتحضير السلولويد الذى تصنع منه بعض الأفلام السينمائية و المتفجرات.
4) شجرة الأفوكادو :
أسمها العلمى " الفارسية اللذيذ "، وهى شجرة سريعة النمو، تنبت تلقائياً على ضفاف المجارى المائية فى المكسيك. وتعلوا كثيراً. و تزرع الآن فى المناطق الأستوائية وشبه الأستوائية من أجل ثمارها المفردة النواة و التى تشبه الإجاص، وقشرتها خضراء ولها نواة مركزية كبيرة.
تستورد ثمار الأفوكادو إلى أوروبا بكميات كبيرة، و يستهلك الأمريكيون منها كميات كبيرة أيضاً : يضعون منها فى الحساء و يأكلونها كالخضار و الفواكه. لبها أخضر اللون، كثير القشدة، يحتوى من 16 إلى 41% من المواد الدهنية، وهو أغنى بالبروتينات من أية ثمار أخرى ( اذ يحتوى على 6 إلى 7%). إن مئة غرام من لب الأفوكادو تزود الجسم بوحدات حرارية تفوق الكمية التى تزوده بها شريحة من لحم البقر!!!