النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

فيلم Da 5 Bloods .. حاضر مُستَحَق لِصراعٍ مضى !

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 224 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 85,880 المواضيع: 20,576
    صوتيات: 4586 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 58705
    آخر نشاط: منذ 10 ساعات
    مقالات المدونة: 1

    فيلم Da 5 Bloods .. حاضر مُستَحَق لِصراعٍ مضى !




    يصف أحد جنود القوات الأمريكية السود من المُقاتِلين بحرب فيتنام (1955-1975) في حديثه لمجلة “TIME” عام 1969؛ استياءه وضعف الروح المعنوية لدى المحاربين من أصول أفريقية حينها قائلاً: “لماذا عليّ أن آتي هنا بينما يعيش بعض الفيتناميين الجنوبيين أفضل من شعبي؟ لدينا مشاكل كافية من قتال البيض في الوطن”.

    يُعبِر هذا الكلام تماماً عن هواجس أبطال فيلم Da 5 Bloods «أخوة الدمّ الخمسة» (2020، 154د)، إنتاج نتفليكس، المنصة الرقمية التّي أطلقت عرضه يوم 12 يونيو الحالي، وهو أحدث أفلام المخرج الأمريكي «سبايك لي» (1957) الذّي كتب السيناريو لهُ مع عدة كُتّاب، ويروي بِه رحلة عودة أربعة من المحاربين الأمريكيين الأفارقة إلى “فيتنام” بعد الحرب بعقود، بحثًا عن رفات قائد فرقتهم، وكنز دفين من الذهب.

    الحرب قد تنتهي، لكن آثارها باقية طويلاً

    اقتبس كُتّاب فيلم فيلم Da 5 Bloods بعض التفاصيل الروائية عن كتاب “Bloods, an Oral History of the Vietnam War” للكاتب الأمريكي “Wallace Terry”، مستعينين بِما ورد بِه في سيناريو الفيلم الجامع لعدة أنواع هوليوودية من دراما وحرب ومغامرة، ما جعل الشريط غنياً بِالتفاصيل الواقعية والأحداث المُحرِكة المبنية عليها، لكن بِخيال روائي أتقن صنع حبكة عبقرية عالجت تيمة أنّ الحرب قد تنتهي، لكن آثارها باقية طويلاً في الذاكرة والوجدان وتحولات الشخصية.

    رغم ذكاء وغنى السيناريو؛ جاءت بعض تفاصيل الفيلم غير مقنعة بِما يكفي، وبعضها اعتمد الصدفة، لكن العيب الأكبر للشريط بدأ منذ افتتاحيته، ويتمثل بِكم هائل من الرسائل السياسية التّي ظهرت بِشكل مباشر وصريح، فَالافتتاحية تستعرض مواد أرشيفية عن أحداث عنصرية ماضية تمّت ممارستها بِحق الأمريكيين السود وغيرهم من شعوب عانوا عنجهية التمييز العرقي الذّي انتهجته الحكومات الأمريكية طوال عقود وحتّى اليوم.

    تلك المواد الأرشيفية وغيرها من الصور الفوتوغرافية تظهر عدة مرات ضمن السياق السردي، ورغم حقيقتها وغايتها التعريفية وهول ما ورد بِها، إلّا أنّها أثرت سلباً على الجودة الفنية العامة للشريط، لا سيما أنّ قصته وحبكته وحواراته كانت مستكفية بِنفسها، طارحةً عدة تساؤلات حول الحقوق والحريات والعدالة والمساواة ضمن النظام المجتمعي والسياسي للبلاد، ولا حاجة لذاك الفائض التسجيلي الذّي شغل حيزاً مُقحماً من زمن الفيلم.

    راهِن مُستَحق لِصراعٍ مضى !

    تجري أحداث «أخوة الدمّ الخمسة» بِالوقت الحاضر، مع بعض مشاهد استعادية لِلماضي توضح مُسببات الصراعات الوجدانية اليوم، فَالمحاربين الأربعة لا زالوا يُعانون الإرهاصات النفسية والاجتماعية للحرب.

    أربعة رجال سود من رابطة المُحاربين القُدامى مُختلفي الطباع والأفكار، لكنهم مرتبطين بِوحدة الأخوية العرقية المدعومة بِصداقة قديمة شهدت تكاتفهم ودعمهم الضمني في أشد ظروف الحرب وطأة وأبلغها ألماً، تلك الظروف شوّهت جزءاً من شخصياتهم بِنسب ذاتية متفاوتة، وأثرت على ما تلاها في مسار وتقاطعات حياتهم، وما نشاهده ليس إلّا راهناً مُستحقاً لِصراعٍ مضى وبقيت جروحه المُلتهبة دون مداواة، وما يقدمه الفيلم في محاوره الدرامية يكشف تدريجياً عن ذلك، ما بين بداية بِلقاء حميمي للأربعة، ونهاية مأساوية صادمة.

    فَالخط البياني الدرامي للشريط يتجه تصاعدياً مُستنداً على بناء متين وفريد للشخصيات.

    الكشف التدريجي والصادم أحياناً؛ يُوجِه الأفعال نحو خيارات منطقية لِتشكيل حبكة مُلفتة بِتركيبتها، تتبدل بِها رؤية المُشاهِد وعاطفته تجاه الشخوص والأحداث مع كل معلومة جديدة تظهر عبر حوار أو فعل.

    براعة بناء الشخصيات وربطها ضمن الأحداث

    ليس جديداً على السينما أفلام الحروب، لا سيما حرب فيتام، وليس طارئاً على «سبايك لي» معالجته لِموضوع العنصرية العرقية، لكن الشريط يكتسب ميزات جديدة في القصة والتصوير والتوليف وتصميم الإنتاج، وميزته الأهم تكمن في بناء الشخصيات، وربطها ببراعة ضمن الأحداث على قاعدة السبب والنتيجة.

    أكثر الشخصيات الرئيسية حضوراً وأثراً هو “بول: ديلروي ليندو” مُحارب يُعاني مرض (اضطراب ما بعد الصدمة)، انفعالي، قليل الصبر، متوتر، غضوب.. يواجه هواجس وأشباح وتهيؤات دائمة تستحضر ماضيه بِالحرب، لا سيما قائد فرقته “نورمان: شادويك بوسمان”، فَقد كان مولعاً بِه لِدرجة التأليه كما يصف أحد رفاقه، يأتيه طيفه أحياناً، ويُهلوِس بِاسمه أثناء النوم، حتّى أنّه يَتكلم مع نفسه بِصوت عالي في يومياته.

    هو والد “ديفيد: جونثان ماجورز” الذّي يشارك والده رحلته كي يكسب حصة من الذهب الدفين، لنكتشف علاقة متوترة بين الأب والابن، يُسيء الابن فهم أسبابها، ونكتشف حقيقة الأمر بالنهاية، لِنجد أنّ الابن وقع ضحية ماضي والده الأليم، وأنّ والده يحبّه بِحقيقة الأمر، عكس ما عامله وأظهر له طوال حياته، وما ذلك إلّا انعكاساً حقيقياً لِآثار الحرب على نفس وحياة من عانى أهوالها، وتشعب تلك الآثار حتّى تطال المُقربين.

    لدينا “أوتيس: كلارك بيترز” أكثرهم حكمة وهدوءاً، وتمكناً من ضبط انفعالاته وامتصاص ارتباكات المواقف الصعبة الطارئة، يكتشف بِعودته وجود ابنة غير شرعية لهُ من علاقة حميمية جمعته مع “هانوي: نجوثان فان” امرأة فيتنامية كانت فتاة هوى بِالماضي، واليوم هي أم تعمل بالتصدير الدولي، وستتكفل بِتدبير طريقة تصريف الذهب الغير شرعي ونقل ثمنه خارج البلاد.

    كما لدينا “ملفين: إزيا ويتلوك جونيور” شخصية طيبة ومسالمة، متمسك بِالأخوية، ومُستعد لافتدائها.

    وأيضاً “إيدي: نورم لويس” الذّي نكتشفه حقيقة ثراه الوهمي، ونستشعر مدى إخلاصه لِوصية قائدهم الميت.

    فضلاً عن عدة شخصيات داعمة في الشريط، تتفاعل فيما بينها لِمواجهة التحديات والصعاب أثناء رحلتهم، أو لاكتساب حقوق يعتقدون شرعيتها لهم.

    أناقة تنفيذ لِسيناريو متين في فيلم Da 5 Bloods

    تكتمِل متانة السيناريو بِأناقة التنفيذ، فَالمُصور السينمائي «نيوتن توماس» يُحسِن التقاط مجموعة المرئيات المُكونة للشريط البصري بِكاميراته، وبِزوايا تصوير وأحجام لقطات متنوعة ومناسبة؛ يُقدم لنا صورة حيوية عن الأحداث والانفعالات والمعارك الحربية والمناظر الطبيعية الفيتنامية، ويتنوع بِالاستخدام بين الكاميرات السينمائية والكاميرات الرقمية تبعاً لِشروط الحالة.

    أما التوليف؛ فَهو شديد الإحكام والسلاسة، سواء بِتركيب اللقطات أو بِالانتقالات المشهدية الزمانية، تتغير قياسات إطار العرض دون أن تجعل المُشاهِد ينفصل عن الشريط، على عكس ما فعلت المواد الأرشيفية المُقحَمة كما أشرنا سابقاً.

    «سبايك لي» يضرب من جديد

    يطرح السينمائي الأمريكي الحائز على الأوسكار فيلمه هذا بعد مسيرة حافلة بالأفلام الناجحة والمثيرة للجدل، يضرب من جديد بمعالجته قضية العنصرية وهو المعروف بِاهتمامه البالغ بها في تاريخه المهني.

    ويأتي عرض الفيلم بِالتزامن مع عودة القضية بِقوة بعد أحداث عنصرية شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً وتفاعلت معها شعوب العالم.

    الوضع العالمي الحالي وجودة الفيلم؛ تجعله من المرشحين بِقوة لموسم الجوائز القادم، لا سيما فئات السيناريو والتصوير والممثل الرئيسي وتصميم الإنتاج.
    فَهل يحقق فيلم Da 5 Bloods «أخوة الدمّ الخمسة» رقماً مميزاً في جوائز 2020 السينمائية ؟





    نوار عكاشة - أراجيك

  2. #2
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,402 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا لك ورد

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ПộR مشاهدة المشاركة
    شكرا لك ورد
    اهلاً بك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال