النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع:

رحلة البقاء2...ج25

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 239 الردود: 8
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,145 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39730
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ 14 ساعات
    مقالات المدونة: 2

    رحلة البقاء2...ج25 إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    ✿ قصة من عالم البرزخ ✿♡ رحلة البقاء 2 ♡
    الجزء 25




    شربتُ من كأس ماء العين الذي بيدها..
    سبحان الله! ما أعذب هذا الشراب وألذه، وما أعظم أثره على نفسي، إذ لم أتذوق من قبل شرابا مثله، ولم أجد طعما أفضل من طعمه، كما إني أحسستُ بعد تناوله بطهارة قلبي من كل رجس وغل وملكة لا تليق بمقام القرب من الله، فقلتُ لها:
    — وهل كل من شرب من أيدي الحواري الواقفة على ضفاف هذه العين سينال ما نلته؟
    تبسمت مرة أخرى، وقالت:
    — هم على تفاوت كبير، وكل ذلك بحسب شدة وضعف سعيه إلى ربه.
    وقفنا على مشارف أبواب الجنة مع زمر العابدين، ووفود المتقين، ونظرتُ إليهم فرأيتُ كل واحد منهم مبيض وجهه، يسعى نوره بین يديه، يحمل كتابه بيمينه، موقنا برضا ربه...
    ولم يطل وقوفنا كثيرا حتى أطلت علي إشراقة عملي الصالح بعد فراق طويل، سلم علي وعانقني، ثم قال:
    — ألم أقل لك ياسعيد سيأتي اليوم الذي أقودك فيه إلى الجنة، وها أنت على مشارف أبوابها.
    انطلقنا نحو أبواب الجنان بعد أن استكملنا طهارة القلب والبدن، وجاء أمر المولى الجواد إلى خزان الجنة من الملائكة أن افتحوا أبواب الجنان لأحبائي من عبادي. لم يتخلف أحد من الملائكة عن أمر الله، وأتى لهم ذلك وهم (.. لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).
    امتلأ قلبي سرورا حينما سمعتُ حسن صرير أبواب الجنة، ولكني رفضتُ الدخول..! نعم، رفضتُ ذلك، وتأخرتُ عمن دخلها، فسألني الملائكة عن سبب تأخري فأخبرتهم أني لا أدخل الجنة حتى أشفع لأهل بيتي(1). أريد الشفاعة لأمي المسكينة التي تركتها خلفي في عقبة صلة الرحم، ولا أعلم أين سارت بها أمواج الحساب. أريد أن أشفع لأختي هدى التي لا أنسى فضلها علي في دار الدنيا بعد رحلتي منها، هداها الله إلى الجنة إذ تكفلت بتربية ولدي يتيم الأبوين مرتضى حتى أصبح من المؤمنين المتخلقين بأخلاق الإسلام، والمدافعين عنه بالقلم واللسان.
    تقدم نحوي أحد الملائكة، ويبدو أنه رئيس مجموعته، فتكلم معي بلطف أن بارك لي النجاة والفوز بالجنة ونعيمها، وقال:
    — هل تريد الشفاعة في أهل بيتك؟
    أجبته، وأعلمته برغبتي الشديدة في ذلك، فقال:
    — إن مرتبتك لا تُجيز لك الشفاعة في جميع أهل بيتك، وأن البعض منهم من له من الذنوب ما لا تسمح له باستقبال شفاعتك فيه.
    — أخبرني عن أي شخص منهم يمكنني الشفاعة له.
    — يمكنك ذلك لأختك هدى فقط دون غيرها.
    — آه، والأخرون، وأمي كيف السبيل لنجاتها؟
    — إن أمك لا تزال محبوسة معذبة في عقبة صلة الرحم، وأمامها عقبات عديدة لم تتجاوزها بعد.
    نظرتُ لما حولي فما رأيتُ غير الملائكة، وقد أحاطوا بي من كل جانب يلتمسوني الدخول إلى الجنة مع أقراني، وراح أحدهم يصف لي القصور فيها، والحور التي أصبح شوقها عظيم لقدومي عليها، ولما رأوا إصراري على مطلبي قبل دخول جنتي، قال أحدهم: إذن أدعو الله أن يشفعك في أختك.
    ألقيتُ بنفسي ساجدا داعيا الله تعالی، باكيا، مستحضرا فضل الله العظيم علي بنجاتي من النار.
    ناجيتُ ربي أن: (يا إلهي، يامن سلطان الأخرة بيده، يامن لا يشفع أحد في غيره إلا بأذنه، أسألك بحق الأنوار التي خلقتها وخلقت كل نور منها إلا ألحقت أختي هدى بالجنة).
    لم أغادر موقعي، ولم أدخل جنتي، وكنتُ أنتظر قدومها بشوق عظيم، ولا أعلم لماذا تخلفت عني، وهي كما عرفتها كانت من المتقين، تُرى بأي عقبة تأخرت؟ وهل ستخرجها شفاعتي لها مما هي فيه الآن؟
    طال انتظاري على أبواب الجنة حتى جائتني حورية منها، وهي في غاية الجمال، تلتمسني دخول الجنة، وتخبرني أن رفيقاتها بانتظاري. قلتُ لها ومن أنتُن؟ قالت:
    — كل واحدة منا هي صفة صفاتك الحسنة التي أصبحت ملكة عندك في الدنيا، قد أعددنا لك حفل استقبال وتبريك لفوزك بجنة الخلد.
    توقفت عن الكلام قليلا، ثم عادت لتقول:
    الجميع بانتظارك ياسعيد، من خدم وجواري و..
    قاطعتُ كلامها قائلا لها:
    — أشكركِ كثيرا مع رفيقاتك، ولكني أنتظر قدوم أختي معي، لقد كانت الوحيدة من أهل بيتي تدرس معي معالم الدين، وتبحث عن حقيقة الوجود، وتسعى معي بكل طاقتها لخدمة الإسلام، وقبل رحلتي من الدنيا تعاهدنا في يوم الغدير أن لا يدخل أحدنا أبواب الجنة حتى يشفع للأخر إن تخلف عنه(2)، وأنا لا أريد أن أخلف عهدي معها.
    لم تنطق بشيء ردا على كلامي، إذ يبدو أنها قبلت بحديثي ووفائي بعهدي، لذا استأذنت العودة إلى رفيقاتها، فأذنتُ لها.
    طال انتظار مرة أخرى حتى جائتني البشرى..
    نعم، قد وصلني خبر قدومها وأنها في الطريق إلينا، إنها في المراحل الأخيرة من
    التطهير.
    لم تزل عيني تراقب الطريق، وتتمعن في كل قادم إلينا حتى أتت...
    نعم، قد جاءت بنفسها، وعرفتها من أول نظرة رغم تغير صورتها، وشدة بياض وجهها، ورغم اشراقات نورها الذي يسعى بين يديها، ورغم جمالها الذي فاق جمال الحور الساحر. نعم، رغم كل ذلك لكني عرفتها، وهي مازالت تحمل عين ملامح هدى التي كانت في الدنيا.
    عانقتها بعد فراق آلاف من السنين، وأول كلمة قلتُ لها، ودموع الفرح قد اختلطت بدموعها:
    — أوفيتُ بعهدي معكِ ياهدى؟

    رفعت رأسها، وأجابت وهي تمسح الدمع المتلألأ من على خديها:
    — نعم، قد وفيتَ ياسعيد، كنتَ وفيا للعهد في الدنيا فأمكنك الله من وفاء عهدك معي في الآخرة. كنا ندعو الله سوية أن يجمعنا في الجنة وقد استجاب لنا، فنعم الرب ربنا.
    علم الجميع بقدومها، وفتحت الجنة أبوابها، فهاج نسيم طيبها يحمل معه رائحة مسكها الأذفر، وزعفرانها المونع. اقتربنا أكثر وأكثر ورأينا حشود الملائكة المستبشرة بقدومنا قد وقفت على باب الجنة، وعند المرور بهم نادی أولهم بصوت جميل: (.. سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)، وتقدمنا أكثر، فنادى آخرهم مشيرا إلى الجنة ونعيمها: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
    وبدأ الحفل بموسيقى التسبيح، وتعالت نغمات التهليل، فاختلط معها لحن تكبير الحاضرين، وحمد الحامدين، لتكون بذلك أنشودة الخلود أن: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).
    نظرتُ إلى هدى، فرأيتها مبهورة بما تری، فرحة بالنعيم الذي ينتظرها، والملائكة التي ترافقها، والجواري التي تخدمها، والطيور التي تغرد بأغانيها فرحا بقدومي وقدومها، حينها سمعتها تقول: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).



    ماذا اعد لسعيد في جنان الخلد ومن سيزوره في جنته.. هذا ما سنرويه لكم غدا..؟
    فانتظرونا غدا مع الجزء 26 ان شاءالله تعالى

  2. #2
    المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 20,317 المواضيع: 6,722
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18487
    مزاجي: متقلب
    أكلتي المفضلة: كل شي من نفس طيبه
    آخر نشاط: منذ 3 أسابيع
    مقالات المدونة: 3
    شكرا ورده

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: September-2017
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,520 المواضيع: 36
    التقييم: 4933
    مزاجي: ماشي الحال
    آخر نشاط: منذ 9 ساعات
    سلمت جهودك اختي

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    شكرا لحضوركم

  5. #5
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: August-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14 المواضيع: 1
    التقييم: 13
    آخر نشاط: 27/August/2022
    مقالات المدونة: 2
    راقي سلمت يداك على هذا النقل الرائع

  6. #6
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العيون الناعسة مشاهدة المشاركة
    راقي سلمت يداك على هذا النقل الرائع
    كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,730 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24253
    مزاجي: متغير
    شكراً عيوني "

  8. #8
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,403 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا اختنا مخمليه

  9. #9
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    نورتوا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال