موعدهُ تخطى الأربعين
وجيء بنعشِها المُسجى
بلعها تابوتُ الفراق ِ
وداست كرامتها أقدامُ الحزن ِ
كانت كنبضٍ له هو وحده
نُفيت بعيداً عنه .. فتصاعد نبضها كدخان
وتحول قلبُها صاريةٌ للمنفى
مرهقةٌ كانت هي .. واشتياقها يعقوبيُّ الفقد
--------------------------
يا لوعتها المثخنةُ بجراحِ الإنتظار..!!
يالسقمها المشرأبِ..!!
يالعينيها التالفتين من الدمع .. وثرثرةُ نبضها المعتصر ألماً
مرّ عمرٌ في طياتِه عمرٌ آخر
طوّيت بكلِ براءتِها
كان نبيذُ روحها معتقٌ بالحُزن
تجاعيدُ الشوقِ المحفورةِ في ملامحها
صدى حزنها المكبوتُ شقّ عَنان السماءِ
فكانت آهتُها كدعاءٍ كُتب في قلب غيمةٍ بيضاء
هَمَتِ الغيمةُ وفاضت مُقلتها ماء
تاهت بدونهِ كنورسٍ غادره الشاطيء
فباتت روحها تدورُ فوق امواجِ الرملِ
------------------------------
انصرمت مع العمرِ امنياتها
ماتت هي
و رغمَ كلِ شيءٍ .. ظلت تفاصيلُ ملامحهِ عالقةُ في ذاكرتها
آهٍ.. لوجدها الذي لا يموت !
سلامٌ على عينيها الذابلتين من فرطِ الشوق
سلامٌ على قلبها الذي عاقره نزاعٌ قديمٌ للتوقِ والموت معاً
سلامٌ عليها حين عشِقت .. وحين ماتت .. وحين تُرفعُ روحها الشاكيةُ لربِ العالمين !
توق المبارك - البحرين