.
تجيئينَ بقسوةٍ لا أستحقها
I
تجيئينَ بكل المِيْتَاتِ التي أخافها
أقفزُ عمركِ كله
نازلاً فَزَعَ الهواءِ
أُفتشُ جناحيكِ عن رصيفٍ لجثتي الطائرةِ
تجيئينَ بالنملِ زاحفاً على صدري
باكياً، أراقبُ كائناتكِ
ترفعُ صغارها إلى جسدي
تبني بيوتها بِدأْبِ الغُزَاةِ
وتتحدثُ بِسرِّيةٍ عما يَجِبُ هَدْمه
تحت هذه السُّمْرةِ العميقةِ
II
تجيئينَ بالأصدقاءِ الأنذالِ
تُلقينَ بكمالكِ الأخير
إلى فِئْرانهم المُهَجَّنةٍ
دون أن تفكري بأُمُومَتِكِ
وأطفالنا الَّذِينَ لم يُوْلَدُّوا بعد
تجيئينَ بجدِّي وأبي وأختي
هؤلاء الَّذِينَ خَذلتُ صلواتهم
قبل الجنةِ بقليلٍ
تحرضينَ سُلالةً قَرَوِيَّةٍ
من ترابٍ إلى ترابٍ
ليغلقوا أبوابهم في وجهي
لأصعدَ إليكِ وحيداً
إلى النارِ التي هي أنتِ
حيثُ تضحكينَ هُناكَ
شِبْهُ طيبةٍ على ظهركِ
III
مُبَكِّراً، أموتُ على يديكِ
أخسرُ كل نهاياتي
التي دبرتها لنفسي في الخفاءِ
كلُّ ما خططتُ له
لم يعد ممكناً الآنَ:
– الانتحارُ بحبوبٍ مُنْتَهِيةِ الصلاحيةِ
أمام لوحةِ راقصةِ الباليه
– الغرقُ تحت بصرِ زوجاتِ عارياتٍ
حول المسبح الصيفي
لحظةَ يتبادلنَّ فوائد الخياناتِ السريعة
كمنشطٍ سري لتحملِ الأزواجِ
– اختبار البُطْءِ في الخَلاصِ بالمُخَدرِ
ومراقبة الهذيانِ
الذي يُبَدِّد شجرة العائلةِ
قبل أن ألمسَ الأبد
– النومُ برغبةِ ألا يكونَ هناك صباح آخرَ
إذْ لم يأتِ بكِ إلى شهوةِ النسكافيه
– السقوطُ من شرفةٍ
تطلُّ على عازباتٍ مغترباتٍ
يغسلنَ ثيابهنَّ الداخلية
ثلاث مرات في الأسبوع
– الذبحةُ الخاطفةُ
التي لا وقتَ فيها لندمِ المشيئةٍ
منقوول