العزيزة كيف حالك؟
لن أقول اشتاقكِ فالدافع من الكتابة ليس الشوق!
إنما الغاية هي الشعور بالطمأنينة!
أحتاج روحاً حانيةً تحتضن روحي المتعبة.
تعالِ نكمل ما تبقى لنا على هذا الكوكب المخيف معاً!
فقد أصبح هذا العالم مظلماً والوحدة بدأت تحكم قبضتها حول عنقي وكادت تخنقني!
أنا رجل قوي، قاسٍ وملول، لم أشعر يوماً أني بحاجة إلى امرأة حتى التقيت بكِ، ولكن ما أكنه لكِ ليس حباً!
تعلمين جيداً أنني لا أؤمن بالحب!
الحب يا عزيزتي مخادع، يشتعل ثم يخمد ثم يتناوب على ذلك.
أنا أبحث عن الثبات معك.
عندما يختار المرء شخصاً يكمل الحياة معه فهو بحاجة إلى شيءٍ أعظم من الحب يتوج الحب بالأبدية!
ما أشعره معكِ أعظم بكثير من الحب، ألا وهو الطمأنينة!
طمأنينة أنكِ لن تغادريني في يومٍ من الأيام، طمأنينة أنك تستطيعين قراءتي دون أن أنبس ببنت شفة، طمأنينة أنك تتقبليني حتى في أسوء حالاتي المزاجية، قدرتك على إخماد توتري وغضبي، كونك لطيفة، رقيقة وحانية، هذه الأشياء كلها كفيلة بأن تقيني برد هذا العمر.
أخذت من الفقد والألم ما يكفي!
أحتاج الحب والطمأنينة.
تعالِ دثري روحي!
عندما تقع هذه الرسالة بين يديكِ سيرتفع حاجبك الأيمن من الدهشة! كيف لا وأنا أخبرك طيلة السنوات السابقة أنكِ مجرد صديقة، حاولت جاهداً تجاهل حاجتي لكِ، وكل ما أدرت ظهري لكِ وجدت طفلًا في داخلي يخرج مني ويركض اتجاهكِ!
لا أستطيع التعبير عن مشاعري كما يجب، ولكن عندما أكون بجواركِ أشعر بشعورٍ مماثلٍ لليلةٍ قُطِعَتْ فيها الأنوار عن المدينة فوضعتني أمي في حضنها وهي تخبرني كم الحياة جميلة!
أوه لم أكن اتخيل أن الإفصاح عن المشاعر يجعل الإنسان في حالة من الرجفة والبكاء!
آخر ما سأخبرك به لو كان جوابك هو الرفض، أتمنى ألا ترسلي لي شيئاً، لا رداً لطيفاً ولا اعتذار.
حينها سأتوقع نهاياتٍ مريحة، مثل أن ساعي البريد مات في طريقه إليكِ! أو أن والدتك مزقت الرسالة قبل أن تقرأيها!
م