النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

قصة دموع الساحرة تأليف أستاذ أحمد

الزوار من محركات البحث: 146 المشاهدات : 840 الردود: 4
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: December-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 21 المواضيع: 5
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 22
    مزاجي: فل الفل
    آخر نشاط: 9/July/2023

    قصة دموع الساحرة تأليف أستاذ أحمد إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    قصة دموع الساحرة

    كان في قديم الزمان وفي عصر القرون الوسطى مملكة عادلة يعيش أهلها في سلام وانسجام وقد عرفت المملكة بكونها مسالمة وبعيدة كل البعد عن الحروب والمشاكل السياسية وقد كانت ملجأ وملاذ لكثير من النازحين من مختلف أقطار الممالك المجاورة ولها وأيضا كانت محط أنظار ضعفاء القلوب من أصحاب الجور من الملوك والطامعين في ثرواتها وملكها كان يدعى هوبز.

    في يوم من الأيام دخلت المملكة امرأة فائقة الجمال لكنها كانت مسكينة ضعيفة رثة الثياب لاتملك لنفسها كسرة خبز أو قطرة ماء، رآها أحد الفلاحين من كبار السن وقد كان يشتغل بزراعة القمح وصنع الخبز للبلاط الملكي، آوى الفلاح تلك المرأة الجميلة وأكرمها وأكساها لكن المرأة لم تبدي أي نوع من التواصل سوى بعض الإيماءات برأسها نحو الفلاح الطاعن بالسن، قد كسى الليل السواد وأبرقت السماء وأرعدت واشتدت الأمطار غزارة فسمح الفلاح للمرأة بالنوم في منزله لتغادر صباح اليوم التالي.

    وبالفعل غادرت المرأة صباح اليوم التالي ولم يعلم أحد وجهتها، وفي هذه الأثناء كان الحاكم هوبز ينتظر اعداد الفطور بفارغ الصبر حتى جهز الفطور، فلما قدم طباخ الملك الطعام الوفير والشهي للملك نظر الملك ناحية الطباخ بتعجب وقال (ماهذا أيها الطباخ؟؟ أين الخبز الطازج؟؟) قال الطباخ (آسف يامولاي ولكن القمح نفذ منا ولم يحظر الفلاح منتوجه من الخبز هذا اليوم) قال الملك (أحضروا لي الفلاح لأرى سبب تخاذله)، فأرسل الملك جنوده لمنزل الفلاح المسن وذلك امتثالا لأمر الملك لكن المنزل كان فارغا بالكامل، شعر الجنود بأمر غريب حيال المنزل الفارغ عن آخره فقاموا بقلب المنزل رأسا على عقب لكي يجدوا الفلاح لكنهم لم يجدوا سوى بقع الدماء وقطعة من الثياب الممزقة الغارقة بالدم، أخذ الحراس قطعة الثياب الى الحاكم ليرى مافي الأمر، قال الحاكم (هذا عجيب، هذا غريب للغاية، أين ذهب ذلك الفلاح، وقطعة الثياب الملطخة بالدم قد زادت حيرتي!) قال أحد الجنود (سيدي، أظن أن الفلاح قد ذبح من الضأن ليعده للعشاء) قال (هذا معقول، لربما كان يعد العشاء) قال مستشار الملك (كلا ياسيدي، فالفلاح لايملك من الماشية أو الضأن من شيء، فنحن من نقوم بتزويده بالسماد وما إلى ذلك) قال الملك (إذا، مالذي قد حدث برأيك أيها المستشار الحكيم؟) قال المستشار (أثار الدماء وقطعة الثياب الملطخة بالدم هي دلائل على وقوع جريمة في منزل الفلاح ياسيدي ولربما أخفى أحدهم جثته في أحد المنازل، أو قد يكون قد دفنها).

    أرسل الملك جنوده ليبحثوا عن جثة الفلاح ولكنهم قلبوا البلاد رأسا على عقب وفتشوا عن شبرا شبرا ولم يجدوا له أي أثر. رجع الجنود خائبين إلى الملك لكن الملك أمرهم بالبحث مجددا وأيضا لم يجدوا شيئا. مر اسبوع على حادثة اختفاء الفلاح دون العثور على رأس خيط يدلهم عن مكان الفلاح أو من قام بقتله. وبعد اسبوع على ذلك رجعت المرأة الجميلة إلى المملكة بنفس هيئتها الأولى ولكنها رأت الحراسة مشددة على عكس المرة الأولى التي قدمت فيها وقد دخلت المملكة بالرغم من ذلك، وقد كانت شديدة الجوع والعطش لكن المارة قد رأوا هذه المرأة من قبل ولم يساعدها أحد حتى وقعت على الأرض من شدة الجوع فجاء رجل يعمل في الحدادة وساعدها على النهوض فقالت (أرجوك ساعدني، لقد قتل زوجي وأنا هاربة من جماعة من المجرمين الذين يحاولون أذيتي) قال الحداد (لا بأس عليكي، لم لانذهب إلى الحاكم لينظر في أمرك) فقالت (لا لا، أرجوك أنا لا أريد ذلك، أرجوك خذني إلى منزلك)
    قال الحداد (حسنا، ليكن في علمك أني متزوج ولدي طفلة، أتمنى ألا تغضب زوجتي) قالت (لا عليك، سأتحدث إليها) فأخذها الحداد إلى منزله ولكن زوجته أبت أن يدخلها المنزل، فتحدثت المرأة إلى زوجة الحداد وقالت (أرجوكي، أريد المبيت ليلة واحدة فقط وسأغادر صباح اليوم التالي) فوافقت زوجة الحداد. وبالفعل في صباح اليوم التالي استعدت المرأة للرحيل وقالت للحداد (شكرا على استضافتي، أود شكرك على مافعلت لي، هلا ذهبت إلى الجبال فأنا أعيش هناك) قال الحداد (لا حاجة إلى شكري، فما فعلته كان واجبا علي) فأصرت المرأة على ذلك حتى وافق الحداد وقالت له (موعدنا الليلة عند قمة الجبل) وانصرفت من فورها.

    وعند حلول المساء جهز الحداد نفسه ليذهب إلى الجبال ولكن امرأته كانت خائفة فقالت (أنا لا أشعر بالراحة، لاتذهب فأمر تلك المرأة يقلقني) فقال الحداد لزوجته (لاتخافي وأحسني الظن يازوجتي) فذهب الحداد غير مباليا بقلق زوجته وقد وصل قمة الجبل التي أخبرته المرأة عنها، انتظر الرجل قليلا حتى رأى المرأة الجميلة وقد دعته إلى مغارة قريبة وقالت (أنا إمرأة فقيرة لا بيت لي، فأنا وحيدة أعيش في هذه المغارة خوفا من الناس) فقال الحداد (أنا أشفق عليك، هل تحتاجين إلى أي شيء؟)
    قالت (قبل أن أرد ديني لك، هلا بقيت معي قليلا فأنا أخاف من ظلمة المغارة) فوافق الحداد ودخل معها المغارة وبعد بضع خطوات اختفت المرأة وانغلقت المغارة وظهرت امرأة قبيحة المنظر رثة الثياب فنظرت إلى الحداد

    المذعور وقالت (ذلك الفلاح لم يملأ معدتي، لم يكن لحمه جيدا، أنا أتضور جوعا) فقال الحداد (تبا لك أيتها الشمطاء ! مالذي تريدينه مني؟!) ضحكت العجوز وقالت (ألم تعرفني أيها الرجل الشهم، أنا المرأة الجميلة التي دعتك للجبل، وها قد جئت برجليك إلي ولا مهرب لك) قال الفلاح (أبتعدي عني، أنا لا أريد إيذائك) لكن العجوز الشمطاء كانت ساحرة شريرة فقامت بألاعيبها لجعل الحداد يعجز عن الحركة والكلام وقالت (أنت وجبتي التالية، يبدوا لحمك شهيا لنرى هل أبدأ بالأطراف؟) وهكذا هلك الفلاح على يد تلك العجوز الشمطاء الخبيثة ليكون أحد ضحاياها. في اليوم التالي مر وقت طويل على غياب الحداد وافتقدت زوجة الحداد زوجها فذهب إلى الملك هوبز لتشكي أمرها فقابلها الملك وأخبرته بقصة زوجها والمرأة التي زارت المنزل لكن الملك ظن أن الحداد قد يعود مساءا وقد أمر زوجة الحداد بالبقاء في قصره حتى يعود زوجها ولكنه لم يعد، فأمر الملك جنوده بالبحث لكن دون جدوى. مرت الأيام ولاحظ الملك تناقص أعداد الرعية من الرجال حتى سمع قصة المرأة الجميلة فقرر بحضر التجوال وعدم السماح لأي أحد بالذهاب خارج حدود المملكة.

    رأت الساحرة أنه لابد من استخدام سحرها لجلب الرجال إليها دون دخول المملكة ولكنها لم تجد سبيلا لذلك، فرأت شابا قاصدا المملكة واتجهت نحوه قائلة (مرحبا، أيها الشاب، تبدو قويا وأنا إمرأة ضعيفة عاجزة هل ساعدتني لأنقل يعض الحطب إلى منزلي؟) فوافق الشاب دون تردد وبالفعل حمل الحطب معها حتى مغارة الجبل، لكن الشاب كان فطنا فوضع الحطب عند مدخل المغارة وتنبهت الساحرة إلى ذكاء الشاب فلم تتردد بالتحول لشكلها القبيح والهجوم على الشاب وقد حاولت خنقه ولحسن حظه وجد حجرا بجانبه فضرب العجوز بالحجر على رأسها حتى فقدت الوعي، ظن الشاب أنها قد ماتت.

    رجع الشاب إلى مقصده وأخبر الحاكم عما رآه، فدبر الملك مكيدة للساحرة عن طريق الشاب وهي أن يذهب الشاب يرفقة الجنود المتخفيين وأن يقوم الشاب بتمثيل دور المستلم للعجوز الشمطاء حتى يتمكن الجنود من القبض عليها. وذهب الشاب الذكي برفقة الجنود حتى أوقفهم وقال (حسنا، قفوا حيث أنتم، عندما تسمعون أقول "سأموت" اهجموا على الساحرة وأحكموا عليها الوثاق) توجه الشاب إلى مدخل إلى المغارة وقد تفاجأ بوجود الساحرة أمام المغارة وهي غارقة في البكاء وهي تقول (أرجوك، أنا آسفة لقد عرفت خطأي أرجوك لاتدعهم يمسكون بي، أنا لست سيئة) قال الشاب (لا بأس عليك، فأنا لم آتي للإمساك بك) باغتت العجوز الشمطاء الشاب وانقضت على عنقه لتخنقه حتى الموت وما إن أمسكت بالشاب حتى قبض عليها جنود الملك فقالت (هو لم يقل كلمة السر، هو لم يقل "سأموت") فقال الشاب (أنا لست غبيا لكي أتلفظ بكلمة السر بالقرب منك أيتها الساحرة، "سأموت" لم تكن كلمة السر، فأنا قد اتفقت مع الجنود مسبقا على كلمة سر أخرى، خذوها إلى الحاكم ليقرر مصيرها) وأخذ الجنود الساحرة إلى الملك وقد أمر الملك بأن تقطع يداها لكي لا تمارس السحر مرة أخرى، وحكم عليها بالحرق وهي ترتدي نعل من حديد حام وماتت الساحرة أمام أنظار أهل المملكة باكية تطلب العفو ولكن بعد فوات الأوان، فتخلصت المملكة من تلك الساحرة للأبد وعاشوا في هناء ورخاء

    نهاية القصة

  2. #2
    المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 20,313 المواضيع: 6,722
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18470
    مزاجي: متقلب
    أكلتي المفضلة: كل شي من نفس طيبه
    آخر نشاط: 20/September/2024
    مقالات المدونة: 3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موالي الشجرة الطيبة مشاهدة المشاركة
    قصة دموع الساحرة

    كان في قديم الزمان وفي عصر القرون الوسطى مملكة عادلة يعيش أهلها في سلام وانسجام وقد عرفت المملكة بكونها مسالمة وبعيدة كل البعد عن الحروب والمشاكل السياسية وقد كانت ملجأ وملاذ لكثير من النازحين من مختلف أقطار الممالك المجاورة ولها وأيضا كانت محط أنظار ضعفاء القلوب من أصحاب الجور من الملوك والطامعين في ثرواتها وملكها كان يدعى هوبز.

    في يوم من الأيام دخلت المملكة امرأة فائقة الجمال لكنها كانت مسكينة ضعيفة رثة الثياب لاتملك لنفسها كسرة خبز أو قطرة ماء، رآها أحد الفلاحين من كبار السن وقد كان يشتغل بزراعة القمح وصنع الخبز للبلاط الملكي، آوى الفلاح تلك المرأة الجميلة وأكرمها وأكساها لكن المرأة لم تبدي أي نوع من التواصل سوى بعض الإيماءات برأسها نحو الفلاح الطاعن بالسن، قد كسى الليل السواد وأبرقت السماء وأرعدت واشتدت الأمطار غزارة فسمح الفلاح للمرأة بالنوم في منزله لتغادر صباح اليوم التالي.

    وبالفعل غادرت المرأة صباح اليوم التالي ولم يعلم أحد وجهتها، وفي هذه الأثناء كان الحاكم هوبز ينتظر اعداد الفطور بفارغ الصبر حتى جهز الفطور، فلما قدم طباخ الملك الطعام الوفير والشهي للملك نظر الملك ناحية الطباخ بتعجب وقال (ماهذا أيها الطباخ؟؟ أين الخبز الطازج؟؟) قال الطباخ (آسف يامولاي ولكن القمح نفذ منا ولم يحظر الفلاح منتوجه من الخبز هذا اليوم) قال الملك (أحضروا لي الفلاح لأرى سبب تخاذله)، فأرسل الملك جنوده لمنزل الفلاح المسن وذلك امتثالا لأمر الملك لكن المنزل كان فارغا بالكامل، شعر الجنود بأمر غريب حيال المنزل الفارغ عن آخره فقاموا بقلب المنزل رأسا على عقب لكي يجدوا الفلاح لكنهم لم يجدوا سوى بقع الدماء وقطعة من الثياب الممزقة الغارقة بالدم، أخذ الحراس قطعة الثياب الى الحاكم ليرى مافي الأمر، قال الحاكم (هذا عجيب، هذا غريب للغاية، أين ذهب ذلك الفلاح، وقطعة الثياب الملطخة بالدم قد زادت حيرتي!) قال أحد الجنود (سيدي، أظن أن الفلاح قد ذبح من الضأن ليعده للعشاء) قال (هذا معقول، لربما كان يعد العشاء) قال مستشار الملك (كلا ياسيدي، فالفلاح لايملك من الماشية أو الضأن من شيء، فنحن من نقوم بتزويده بالسماد وما إلى ذلك) قال الملك (إذا، مالذي قد حدث برأيك أيها المستشار الحكيم؟) قال المستشار (أثار الدماء وقطعة الثياب الملطخة بالدم هي دلائل على وقوع جريمة في منزل الفلاح ياسيدي ولربما أخفى أحدهم جثته في أحد المنازل، أو قد يكون قد دفنها).

    أرسل الملك جنوده ليبحثوا عن جثة الفلاح ولكنهم قلبوا البلاد رأسا على عقب وفتشوا عن شبرا شبرا ولم يجدوا له أي أثر. رجع الجنود خائبين إلى الملك لكن الملك أمرهم بالبحث مجددا وأيضا لم يجدوا شيئا. مر اسبوع على حادثة اختفاء الفلاح دون العثور على رأس خيط يدلهم عن مكان الفلاح أو من قام بقتله. وبعد اسبوع على ذلك رجعت المرأة الجميلة إلى المملكة بنفس هيئتها الأولى ولكنها رأت الحراسة مشددة على عكس المرة الأولى التي قدمت فيها وقد دخلت المملكة بالرغم من ذلك، وقد كانت شديدة الجوع والعطش لكن المارة قد رأوا هذه المرأة من قبل ولم يساعدها أحد حتى وقعت على الأرض من شدة الجوع فجاء رجل يعمل في الحدادة وساعدها على النهوض فقالت (أرجوك ساعدني، لقد قتل زوجي وأنا هاربة من جماعة من المجرمين الذين يحاولون أذيتي) قال الحداد (لا بأس عليكي، لم لانذهب إلى الحاكم لينظر في أمرك) فقالت (لا لا، أرجوك أنا لا أريد ذلك، أرجوك خذني إلى منزلك)
    قال الحداد (حسنا، ليكن في علمك أني متزوج ولدي طفلة، أتمنى ألا تغضب زوجتي) قالت (لا عليك، سأتحدث إليها) فأخذها الحداد إلى منزله ولكن زوجته أبت أن يدخلها المنزل، فتحدثت المرأة إلى زوجة الحداد وقالت (أرجوكي، أريد المبيت ليلة واحدة فقط وسأغادر صباح اليوم التالي) فوافقت زوجة الحداد. وبالفعل في صباح اليوم التالي استعدت المرأة للرحيل وقالت للحداد (شكرا على استضافتي، أود شكرك على مافعلت لي، هلا ذهبت إلى الجبال فأنا أعيش هناك) قال الحداد (لا حاجة إلى شكري، فما فعلته كان واجبا علي) فأصرت المرأة على ذلك حتى وافق الحداد وقالت له (موعدنا الليلة عند قمة الجبل) وانصرفت من فورها.

    وعند حلول المساء جهز الحداد نفسه ليذهب إلى الجبال ولكن امرأته كانت خائفة فقالت (أنا لا أشعر بالراحة، لاتذهب فأمر تلك المرأة يقلقني) فقال الحداد لزوجته (لاتخافي وأحسني الظن يازوجتي) فذهب الحداد غير مباليا بقلق زوجته وقد وصل قمة الجبل التي أخبرته المرأة عنها، انتظر الرجل قليلا حتى رأى المرأة الجميلة وقد دعته إلى مغارة قريبة وقالت (أنا إمرأة فقيرة لا بيت لي، فأنا وحيدة أعيش في هذه المغارة خوفا من الناس) فقال الحداد (أنا أشفق عليك، هل تحتاجين إلى أي شيء؟)
    قالت (قبل أن أرد ديني لك، هلا بقيت معي قليلا فأنا أخاف من ظلمة المغارة) فوافق الحداد ودخل معها المغارة وبعد بضع خطوات اختفت المرأة وانغلقت المغارة وظهرت امرأة قبيحة المنظر رثة الثياب فنظرت إلى الحداد

    المذعور وقالت (ذلك الفلاح لم يملأ معدتي، لم يكن لحمه جيدا، أنا أتضور جوعا) فقال الحداد (تبا لك أيتها الشمطاء ! مالذي تريدينه مني؟!) ضحكت العجوز وقالت (ألم تعرفني أيها الرجل الشهم، أنا المرأة الجميلة التي دعتك للجبل، وها قد جئت برجليك إلي ولا مهرب لك) قال الفلاح (أبتعدي عني، أنا لا أريد إيذائك) لكن العجوز الشمطاء كانت ساحرة شريرة فقامت بألاعيبها لجعل الحداد يعجز عن الحركة والكلام وقالت (أنت وجبتي التالية، يبدوا لحمك شهيا لنرى هل أبدأ بالأطراف؟) وهكذا هلك الفلاح على يد تلك العجوز الشمطاء الخبيثة ليكون أحد ضحاياها. في اليوم التالي مر وقت طويل على غياب الحداد وافتقدت زوجة الحداد زوجها فذهب إلى الملك هوبز لتشكي أمرها فقابلها الملك وأخبرته بقصة زوجها والمرأة التي زارت المنزل لكن الملك ظن أن الحداد قد يعود مساءا وقد أمر زوجة الحداد بالبقاء في قصره حتى يعود زوجها ولكنه لم يعد، فأمر الملك جنوده بالبحث لكن دون جدوى. مرت الأيام ولاحظ الملك تناقص أعداد الرعية من الرجال حتى سمع قصة المرأة الجميلة فقرر بحضر التجوال وعدم السماح لأي أحد بالذهاب خارج حدود المملكة.

    رأت الساحرة أنه لابد من استخدام سحرها لجلب الرجال إليها دون دخول المملكة ولكنها لم تجد سبيلا لذلك، فرأت شابا قاصدا المملكة واتجهت نحوه قائلة (مرحبا، أيها الشاب، تبدو قويا وأنا إمرأة ضعيفة عاجزة هل ساعدتني لأنقل يعض الحطب إلى منزلي؟) فوافق الشاب دون تردد وبالفعل حمل الحطب معها حتى مغارة الجبل، لكن الشاب كان فطنا فوضع الحطب عند مدخل المغارة وتنبهت الساحرة إلى ذكاء الشاب فلم تتردد بالتحول لشكلها القبيح والهجوم على الشاب وقد حاولت خنقه ولحسن حظه وجد حجرا بجانبه فضرب العجوز بالحجر على رأسها حتى فقدت الوعي، ظن الشاب أنها قد ماتت.

    رجع الشاب إلى مقصده وأخبر الحاكم عما رآه، فدبر الملك مكيدة للساحرة عن طريق الشاب وهي أن يذهب الشاب يرفقة الجنود المتخفيين وأن يقوم الشاب بتمثيل دور المستلم للعجوز الشمطاء حتى يتمكن الجنود من القبض عليها. وذهب الشاب الذكي برفقة الجنود حتى أوقفهم وقال (حسنا، قفوا حيث أنتم، عندما تسمعون أقول "سأموت" اهجموا على الساحرة وأحكموا عليها الوثاق) توجه الشاب إلى مدخل إلى المغارة وقد تفاجأ بوجود الساحرة أمام المغارة وهي غارقة في البكاء وهي تقول (أرجوك، أنا آسفة لقد عرفت خطأي أرجوك لاتدعهم يمسكون بي، أنا لست سيئة) قال الشاب (لا بأس عليك، فأنا لم آتي للإمساك بك) باغتت العجوز الشمطاء الشاب وانقضت على عنقه لتخنقه حتى الموت وما إن أمسكت بالشاب حتى قبض عليها جنود الملك فقالت (هو لم يقل كلمة السر، هو لم يقل "سأموت") فقال الشاب (أنا لست غبيا لكي أتلفظ بكلمة السر بالقرب منك أيتها الساحرة، "سأموت" لم تكن كلمة السر، فأنا قد اتفقت مع الجنود مسبقا على كلمة سر أخرى، خذوها إلى الحاكم ليقرر مصيرها) وأخذ الجنود الساحرة إلى الملك وقد أمر الملك بأن تقطع يداها لكي لا تمارس السحر مرة أخرى، وحكم عليها بالحرق وهي ترتدي نعل من حديد حام وماتت الساحرة أمام أنظار أهل المملكة باكية تطلب العفو ولكن بعد فوات الأوان، فتخلصت المملكة من تلك الساحرة للأبد وعاشوا في هناء ورخاء

    نهاية القصة
    قصه جميله شكرا لك

  3. #3
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,207 المواضيع: 74,474
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95628
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 5 ساعات
    مقالات المدونة: 1
    قصة لطيفة وسرد جميل
    شكرا جزيلاً

  4. #4
    أنتم الأجمل شكرا لكم، هذا يدل على ذوقكم الطيب

  5. #5

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال