نور الله شيرزاده وصول جنود أفغان على متن عربة هامفي إلى سجن في جلال أباد خلال تعرضه لهجوم،الاثنين 3 آب/اغسطس 2020
قتل 29 شخصا على الأقل في عملية اقتحام سجن في أفغانستان تبناها تنظيم الدولة الإسلامية وفق ما أفاد مسؤولون الاثنين، في وقت تترقب البلاد معرفة مصير اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الأفغانية وطالبان بعدما انقضت مدته.

الهجوم على السجن في أفغانستان
ولا تزال المعارك مستمرة غداة اقتحام مسلّحين السجن في مدينة جلال أباد شرق البلاد والذي يضم نحو 1700 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وطالبان.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية الاحد عبر وكالة "أعماق" التابعة له مسؤوليته عن العملية التي فر خلالها مئات السجناء وأعيد توقيف العديد منهم.
والهجوم المستمر هو أكثر أعمال العنف دموية منذ اتفاق قوات الأمن الأفغانية وطالبان على هدنة لثلاثة أيام خلال عطلة عيد الأضحى التي انتهت الأحد.
وينص اتفاق وقعته طالبان والولايات المتحدة في شباط/فبراير على بدء محادثات "أفغانية داخلية" في آذار/مارس، لكنها تأجلت وسط خلافات سياسية في كابول وتعثر عملية تبادل السجناء المتفق عليها.
وأشارت كل من كابول وطالبان إلى استعدادهما للبدء بالمحادثات بعد العيد وعرضت الحكومة الأفغانية الأحد تمديد وقف إطلاق النار.
ولم يصدر عن المتمردين أي رد.
- إطلاق سراح السجناء -
وتتمثل أكبر عقبة أمام بدء المحادثات في عملية تبادل السجناء التي ينص عليها الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة.
وبموجب الاتفاق يفترض أن تطلق كابول سراح نحو خمسة آلاف سجين من طالبان مقابل الافراج عن ألف من عناصر الأمن الأفغان من سجون المتمردين.
وقال مجلس الأمن القومي الأحد أن أكثر من 4900 سجين أطلق سراحهم، فيما أعلنت طالبان الأسبوع الماضي أنها نفذت جانبها من الاتفاق.
غير أن السلطات الأفغانية رفضت اطلاق سراح مئات من سجناء طالبان متهمين بجرائم خطيرة.
وسيقرر زعماء أفغان مصير هؤلاء السجناء في اجتماع في 7 آب/أغسطس في كابول، بحسب المتحدث باسم الرئيس أشرف غني.
وسمح تراجع أعمال العنف في عطلة العيد لبعض الافغان بزيارة أقارب لهم بعد انقطاع التواصل بينهم لفترات طويلة.
وقال خليل أحمد وهو من سكان ولاية أروزغان المضطربة "تمكنت من زيارة قريتي للمرة الأولى في عامين". وأضاف "كانت هناك العديد من نقاط التفتيش التابعة لطالبان على الطريق لكنهم لم يضايقوا أحدا".
لكن في ولاية قندوز (شمال) برزت مخاوف الإثنين بإزاء حال الهدوء.
وقال أحد الأهالي ويدعى عتيق الله إنه فيما لم يحصل أي هجوم الإثنين، تسري شائعات عن قيام طالبان بإعادة تجميع قواتها حول مدينة قندوز.
وقال لوكالة فرانس برس "اليوم، ترى ذلك الخوف المألوف على وجوه الناس مجددا، وأحرص أكثر على عدم مغادرة منزلي حاليا إلا للضرورة القصوى".
- هجوم مستمر -
في جلال أباد أكد المتحدث باسم محافظ ننغرهار عطاء الله خوجياني لوكالة فرانس برس أن المسلّحين لا يزالون متمركزين داخل وخارج السجن بعد يوم على بدء عملية الاقتحام.
وقال إن 29 شخصا قتلوا حتى الآن، محذرا من احتمال ارتفاع الحصيلة.
وقال خوجياني إن القوات الخاصة مشطت حتى الآن أربعة من خمسة طوابق في مبنى قرب السجن حيث لا يزال العديد من المهاجمين يتمركزون منذ مساء الأحد.
وجاءت العملية غداة إعلان وكالة الاستخبارات في البلاد قتل القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية أسد الله أوراكزاي قرب جلال أباد.
وأوراكزاي كان متورطا في عدد من الهجمات الدامية التي استهدفت قوات الأمن الأفغانية، حسبما قال مدير عام الأمن في أفغانستان السبت.
وشهدت ولاية ننغرهار هجمات دامية تبناها تنظيم الدولة الإسلامية بينها تفجير انتحاري في 12 أيار/مايو أودى ب32 شخصا خلال جنازة ضابط في شرطة الولاية.
وتتواصل هجمات تنظيم الدولة الاسلامية رغم إعلان مسؤولين حكوميين العام الماضي أن الفرع الأفغاني للتنظيم المتطرف، تم دحره نهائيا في ننغرهار.
لكن بعض المسؤولين المحليين حذروا من استمرار وجود بعض عناصر التنظيم.
وانخرط تنظيم الدولة الإسلامية في النزاع الأفغاني في عام 2015 حين سيطر على مساحات من ننغرهار.