تواصلت الإضرابات العمالية في مدن إيران المختلفة لليوم الخامس على التوالي، بعد أن انضم عمال مجمع هفت تبه لإنتاج السكر ومصفاة بارس الجنوبي للمضربين عن العمل احتجاجا على تأخر الأجور.
وتجمع مئات من عمال مجمع هفت تبه (التلال السبعة)، الإثنين، أمام مبني حاكم بلدة شوش الواقعة بإقليم الأحواز الغني بالنفط ويضم أكثرية سكانية عربية في جنوب غرب إيران.
في الوقت نفسه، احتشد عدد من العمال في المرحلتين "22 و 24" بمصفاة بارس الجنوبي لاستخراج الغاز الطبيعي وأضربوا عن العمل احتجاجا على تدني أجورهم.
واحتج العمال في أجزاء مختلفة من مجمع هفت تبه الصناعي استمراراً لإضراب الأيام القليلة الماضية، اعتراضا على تجاهل مطالب تتعلق بالأجور، وكذلك أوضاع بيئة العمل.
حمل العمال المضربين عن العمل داخل مجمع هفت تبه لافتات تطالب بإلغاء الخصخصة، ورددوا هتافات ضد الرئيس التنفيذي للمصنع وحاكم بلدة شوش.
وتلخصت مطالب عمال مجمع هفت تبه لإنتاج السكر في دفع الرواتب المؤجلة، وإعادة الموظفين المفصولين، والقبض على أميد أسد بيجي الرئيس التنفيذي المتورط بفساد مالي، وإعادة الثروة المختلسة للعمال.
من ناحية أخرى، أفادت وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) أن عمال المرحلتين 22 و 24 من مصفاة بارس الجنوبي أضربوا احتجاجا على رواتبهم المتدنية وسط ظروف عمل صعبة.
احتج هؤلاء العمال ضد انعدام الأمن الوظيفي وغياب تطبيق قانون العمل إلى جانب قضايا أخرى؛ فيما تشكلت موجة إضرابات في الأيام القليلة الماضية، شملت مجمعات صناعية وبتروكيماوية وحكومية في أجزاء مختلفة من إيران.
والأحد الماضي، أضرب عمال في مصنع هيبكو للصناعات الثقيلة، ومكاتب أسهم العدالة لتداول الأوراق المالية، ومجمع هفت تبه لإنتاج السكر، ومصفاة قشم للنفط الخام ونظموا مسيرات احتجاجية.
أضرب عمال مصافي عبادان، وبارسيان، وقشم، ولامرد للبتروكيماويات، وبارس الجنوبي عن العمل، السبت الماضي.
وفي سياق منفصل، كشفت نتائج استطلاع للرأي مدى اتساع رقعة الفقر في إيران، إذ أظهرت أن حوالي ما يزيد على مليوني عائلة إيرانية لم تتناول اللحوم الحمراء في عام 2019.
وتوصلت مؤسسة الطلبة الإيرانيين لاستطلاعات الرأي (إيسبا) أن 8.2 % من العائلات لم تحصل على نصيبها من البروتين الحيواني خلال العام الماضي.
وتراجع تناول الأرز واللحوم البيضاء (الدجاج) مقارنة بالعام الماضي أيضا، بينما لم تأكل 40 % من العائلات اللحوم الحمراء سوى في بعض أيام الأسبوع، ونحو 32.8 % بعض أيام الشهر.
وارتفعت تكاليف سلة الغذاء اليومية لملايين العمال الإيرانيين، وكذلك تفاقمت أوضاعهم المعيشية بسبب تصاعد أسعار الإيجارات السكنية وفواتير المياه والكهرباء مؤخرا.
وأعلنت "إيسبا" أن استهلاك الدجاج انخفض لأكثر من 12 % مقارنة بشهر يونيو/ حزيران 2019؛ فيما لم تتناول أكثر من 6 ملايين أسرة الأسماك على الإطلاق في العام الماضي.
واعتبرت وسائل إعلام محلية أن سبب ارتفاع أسعار اللحوم والتضخم يرجع لانخفاض قدرة العائلات على توفير هذه الأساسيات المعيشية، ومشكلات ترتبط بتخصيص العملة الصعبة وتوفير الثروة الحيوانية.