أنا أكثر شخص في هذا العالم يشبهك، ليس لأن ملامح الوجه منطفئة أو أن النوم لا يخالط عيوننا منذ سنين فقط، أتحدث عن كل شيء.
في المرة الأولی بدُوتِ لي مألوفة، كأننا زملاء دراسة ابتدائية مر عليها زمن، أو أننا تحدثنا معًا في طريق طويل وخالٍ ليس فيه أحد سوانا، بدا كل شيء جميل ورائع، وبدا القمر -بغض النظر عن كل التشبيهات الساذجة التي يقولونها عن القمر- بدا القمر مثلنا، به جانب مظلم ولكنه مُضيئ.
مع برودة الجو صرتِ تعُضين شفتيكِ وتفركِ يديكِ من البرودة، بنفس الطريقة الساخرة التي أقوم بها بفعل الأشياء، لأني أحب الشتاء وبرودته، حتی لو أنها تنخر عظامي وتأكلها كأكل السوس للخشب، وبالرغم من أن الشتاء يقضم قلبي، ولكني أحبه لمجرد يوم أو اثنين جيدين عشتهما فيه وشعرت فيهما بالحياة من قبل.
أنا أكثر شخص يشبهك، لأننا وعلی مدار الوقت الذي أمضيناه سويًا تحولت أرواحنا ببُطء شديد إلی روح واحدة، حتی باتا منسجمتين، وكأنهما خُلقا روحًا واحدة بالفعل، وعلی مدار الوقت باتت النظرات فقط أحاديث طويلة لا ينقطع وصلها، والكلمات البسيطة تحتوي علی مئات القصص والحكايات.
لذلك لم أعد أجرؤ علی قول أنني وحدي أو أن لا أحد يشبهني، لأنني معك لا أكون وحدي أبدًا
م