كان قديما في عصر الأسلاف والأجداد ، في بداية الإسلام كان اليهود والكفار يضمرون شرا للمسلمين المؤمنين ، ويتفننون في أذيتهم ومضايقتهم ، بكل أنواع الطرق ويعذبوننهم وكان المسلمون يتحملون الأذية بصدر رحب كما علمهم دينهم التسامح مع الاخرين والعفو عند المقدرة ، وكان سهل التسترى رجلا صالحا تقي ، وكان له جار مجوسي في بيته مكان يتبول فيه بجوار بيت سهل ، فكان جدار منزله يرشح على جدار منزل سهيل ، ويخرج منه الأذى والقاذورات إلى بيت سهل ويؤذيه ، فكان سهل يضع اناء تحت الجدار ، ليتجمع فيه ما يسقط من قذورات نهارا ثم يأخذة بعدها ليلا ويلقيه بعيدا ، وظل سهل على هذا الحال زمنا طويلا وسنوات .
ومرض سهل مرضا شديدا ، فارسل الى جاره المجوسي ، وقال للمجوسي انظر يا اخي ، نظر الماجوسي للاناء بتعجب وكانت مليئه بالقاذورات تسقط في الاناء ، فتعجب الرجل المجوسي ، وقال ، ما هذا الذي أرى يا سهل لا افهم ، فقال سهل ، وهو يبتسم بألم هذا منذ زمن وسنوات طويل ، يسقط من دارك إلى داري ، وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل ، ولولا أنه حضرني أجلي وسوف أموت يا رجل ما اخبرتك بشيء ، ولكنني اخاف ألا تتسع أخلاق غيري لذلك ، فأفعل ما ترى يا رجل .
وهنا تأثر المجوسي بشدة وبكى ، وقال لسهل ، أيها الشيخ ، أنت تعاملني بهذة المعاملة منذ زمن طويل ، وأنا مقيم ومصر على كفري ، فرد سهل قائلا ، انه ديني يا رجل دين التسامح والعفو عند المقدرة ودين الاخلاق الكريمه ، أخذ الماجوسي يبكي بشدة وقال ، مد يدك فأنا اشهد أن لا اله إلا الله وأنا محمد رسول الله ، وأسلم الماجوسي ، بسبب معاملة سهل التسترى الطيبة له ،وكان السبب في إسلام رجل مجوسي كافر ، ولكن اليوم للأسف الشديد بسبب معاملة بعض الشباب ، السيئه ينفرون الناس من الإسلام والمسلمين ، فالإسلام دين معاملة حسنه وطيبة وصى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، على الجار ومراعاته فله حق علينا ووصى الله عز وجل و النبي الكريم على حقوق الجار .