حلم صغير تحت جدارية فائق حسن
بغداد - محمود النمرإنها فكرة للتمني قد تكون مدهشة، ولكنها فكرة تمكنت بعض الدول من إقامتها قرب النصب والتماثيل في الساحات العامة، حيث تجد جمهرة من الناس يستظلون بها وهي ترمز للحب والسلام وتشكل معلماً من معالم الحضارة، ما يدلل على أن هناك حركة تنشد الحياة وروحاً تبعث المسرة متشبعة بالثقافة والإبداع والمعرفة، وتشكل هذه الظاهرة شيئاً من صفات الحضارة. في ساحة الطيران قرب حديقة الأمة وتحت نصب جدارية فائق حسن التي ترمز الى زمن الثورة والحرية التي كتب عنها الشاعر سعدي يوسف "تطير الحمامات في ساحة الطيران البنادق. تتبعها، وتطير الحمامات، تسقط دافئة فوق أذرع من جلسوا في الرصيف يبيعون أذرعهم"، "وجدت رجلا يقرأ جريدة الصباح مستمتعا بالشمس المشرقة التي تبعث الدفء جالسا على دكة الجدارية، وحين رآني أنظر الى هذه الجدارية بتمعن وحسرة ترك القراءة وسألني: هل أنت ممن يعشقون هذه الجدارية؟
أجبته: بلى
تبين أن هذا الرجل يحلم بأن تمنحه أمانة العاصمة مكانا يبني فيه "كشكا" صغيرا لبيع الصحف اليومية ويكون مكانا للقراءة من قبل المثقفين.
يقول ان "بعض المثقفين يجلسون هنا تحت هذه الجدارية، واقترح أكثرهم أن يكون هنا "كشك" صغير قرب الجدارية لبيع الصحف حتى تكون محطة استراحة يتجاذبون فيها اطراف الحديث كما هو موجود في دول العالم، حتى لو كان هذا الكشك مؤجرا من قبل أمانة بغداد، مثلما بقية "الاكشاك" المؤجرة لبيع الأكلات السريعة والموبايلات".
وأكد أن "الكشك لا يكلف الدولة وانا مستعد لبنائه بعد موافقة امانة بغداد على نفقتي الخاصة وندفع بدل ايجار عنه، تصور في اقليم كردستان هناك اكشاك منظمة للمثقفين واستقبالهم في الساحات العامة، بينما عاصمة العراق تخلو من هذه الظاهرة الحضارية، علما أننا نعيش عام بغداد عاصمة الثقافة العربية ولا بد ان تكون معالم لهذا الحدث والمهرجان الكبير حتى تظهر عاصمتنا بأبهى صورة وهي تتزين بحلتها الربيعية".
وتمنى هذا الرجل ان يكون هناك أكثر من كشك في الساحات الاخرى التي فيها نصب حتى يكون هناك تمازج ثقافي وهي حالة حضارية تشكل نشر الوعي الثقافي بين صنوف الناس مثل ساحة كهرمانة والأندلس وفي الكاظمية والمنصور وحتى في بقية المحافظات، يجب ان تنتشر هذه الاكشاك لنشر الوعي الثقافي والمعرفي والتواصل، ولا ننسى ستشكل هذه الظاهرة هيبة للنصب والمحافظة عليها من قبل الآخرين.
واشار "أنا من خلال جريدتكم الموقرة اناشد امانة بغداد، ورئيس شبكة الاعلام العراقية الاستاذ محمد عبدالجبار الشبوط ان يفاتح الامانة لبناء مثل هذه الاكشاك لبيع الصحف، لأنه رجل اعلامي وصحفي ويعرف قيمة هذه الاكشاك وشاهدها في العالم.
قراته اليوم في جريدة الصباح
تحياتي