في هذه السلسلة سوف أكتب بلغة بسيطة (ليست للمختصين) لأنهم ليسوا الشريحة المستهدفة، وساكتب بطريقة قد يراها البعض مخالفة للطرق المعروفة في طرح المواضيع، وهذه الطرق من أهم الأسباب التي جعلت الكثير يقع ضحية للعلم الزائف، فنرى ذلك الكاتب الذي يكتب بصورة معقدة ليوحي للقارئ بانه عالم، وليس هذا هدف الكتابة، بل الهدف الأول أن تصل المعلومة بكل بساطة للقارئ ليستفيد وليس ليستفيد الكاتب من عرض نفسه وقدراته، ولذا ينظر البعض أن العلم صعبا وهو في الحقيقة ليس صعبا إذا سار وفق الأسس المنهجية العلمية، في هذه "السلسلة" التي ساقدمها سأضرب بعض الأمثلة وسأحاول متابعة كل خبر زائف يصل بين يدي، وسأحاول عرض بعض الأسباب لتصديق العلوم الزائفة.

العلوم أصبحت متوفرة بكل بساطة، لذا لن أسرد التعريفات والمصطلحات العلمية - سرداً-لأنها متوفرة مع وجود الإنترنت في عصرنا، بل سأضعها تحت مجهر فحص الأدلة والبراهين؛ لأن الحرية المتاحة في الإنترنت أتاحت لأصحاب العلم الزائف؛ أن ينشروا اكاذيبهم وضلالاتهم بغلاف "علمي" وأحيانا "ديني" ،
والملاحظ أن هناك كثيرا من المقالات والمعلومات "العلمية" التي يتداولها العامة، وأحيانا بعض من ينتمون إلى العلم من أساتذة ومهندسون وغيرهم، يتداولون معلومات تحاول أن تلبس ثوب العلم وهي "زائفة" وأحيانا أخرى يأتي البعض لينكر العلوم الحقيقية أحدهم ينكر "الجاذبية" والآخر ينكر ما توصل إليه العلم في مجال الفلك وغيرها من الأفكار الزائفة، والآخر يضيع وقته ووقت الآخرين ليقول أن الأرض مسطحة، والكثير من الأكاذيب؛ وآخرها ما تداوله الكثير من أفكار مضللة حول فايروس (كرونا) بل ان بعضهم يضيع جهده وجهد الأخرين في علم زائف، وهناك من يردد فكرة المؤامرة وأن هناك من يتأمر علينا ويخفي العلوم، أو يتأمر ليخدعنا بعلوم هي في نضرهم "مؤامرة" وهي في الأصل حقائق علمية "مؤكدة" ، لذا فكرت بأن أكتب أهم الأسباب من جانب، ومن جانب آخر أن أتقصى تلك العلوم الزائفة وأفندها وأبين زيفها واكاذيبها،
إذا اعطينا لأحد ما سيارة، دون أن تكون هناك طرق معبدة فلن يستفيد من السيارة وقد تتضرر السيارة ويتضرر ايضا، فانا هنا
سأحاول أن أصلح الطريق أما السيارة فهي موجودة، لذا سأكتب كيف تسير العلوم الحقيقية وكيف تسير الأفكار "الزائفة" حتى لا تقعوا صيدا سهلا لكل مضلل يتحدث باسم العلم، ويأتي بأكاذيب يحاول أن يلبسها ثوب العلم، وهي لاتمت بصلة إليه.
المنشورات العلمية بحاجة إلى مراجعة.
العلوم تحولت منذ ما يقرب ثلاثة قرون من الزمن من أفكار تأملية وإستنتاجات عقلية، قائمة على التأمل الفلسفي، وأحيانا الخرافة.
تحولت بعدها العلوم إلى علوم تجريبية، وتتبع منهجا علميا سليما فالفيزياء والكيمياء وحتى الطب تم إثبات حقائقها بالتجارب وبالمختبرات، وأثبتت أيضا بالحسابات الرياضية والمعادلات الحسابية.
إن مثل أصحاب العلوم الزائفة كمثل بيت في قرية يقام فيه فرح؛ وفيه رقص وطبول وموسيقى والناس ترقص وتسهر هناك، ولكن أصحاب العلم الزائف ذهبوا لشعاب ومنحدرات بعيدة جدا عن القرية وعن مكان الفرح وحيث يسهر ويرقص الناس؛ لذا ليس معهم أرض مستوية ليرقصوا عليها ولاضوء حتى يرى بعضهم بعضا لتتوافق حركاتهم بالرقص، ولا يسمعون صوت الطبول، إذا تخيلت هذا المنظر فاعرف أنهم أصحاب العلوم الزائفة وهم تقريبا يمثلون الجزء الأكبر من الأمة العربية، هذه حقيقة فأنا قمت بعمل مجموعات علمية على مواقع التواصل، ووجدت المهندس والدكتور والأستاذ والمحامي الذي يضيع وقته وجهده بتصديق العلم الزائف أو بالمقابل ينكر العلم الحقيقي، مع أن المنهج الدراسي الذي تعلموه في المدارس؛ هو الإيقاع الموسيقي الحقيقي الذي يرقص على إيقاعه العالم من حولنا، ولكن كما قلنا يتركون مكان السهر والرقص الحقيقي ليرقصوا بعيدا في المنحدرات، وهذا الذي آلمني كثيرا، إذا كانت الشريحة العلمية بهذه الصورة، فكيف بالآخرين، لذا ترى امتنا أمه على حافة الإنقراض، أمة في ادنى الدرجات العلمية والحضارية؛ والسبب أننا لا نسهر ونرقص حيث يرقص العالم، بل إننا نرقص ((في المنحدرات)). بلا إيقاع موسيقي، ولا مكان مناسب للرقص، ولا ضوء حتى تتوافق حركات فريق الرقص العربي.
تابعوني في هذه السلسلة، سأحاول أن اتقصى معضم المعلومات الزائفة. ومن اقتنع بادلتي فليوصلها الى من يعرف حتى نصل الى أكثر المغيبين والمخدوعين؛ ونفضح بالمقابل أكبر عددا من المضللين.