السمراوات اللواتي يجعلن من الضحك كل شيء حي،
لا خوف عليهن حتى لو وصل الملح أقصى ضفائرهن، أتذكر جيدًا كيف كان أبي يصف لي البصرة وهو يضع يداه على قلبه لفرط ناسها الحلوة، كان يخاف على سكره أن يعلو مع أول علاقة له بفتاة كانت أعلى درجة من الملاك، كان يقول: كنتُ كلما شعرت بالحزن أخذتُ قلبي إلى شط العرب حيث مكاننا الكثيف بالشِعر، أجلسُ اتأملُ وجهها في أغاني البصريين وملوحة مائها العذب، كانت تعرفُ أين مكان الألم بجسدي تمسدُ بصوتها الناعم ذاكرتي لتشذبها من رائحة البارود وألوان الحرب لتجعلني طفل صغير، طفلٌ لا يعرف شيء عن الموت،
ها هي البصرة الذي لم أزرها قط، أعرفها حلوة من فمِ أبي فلا خوف عليها حتى لو وصل الملح أقصى أزقتها.
م