لمياء فقدت ابيها جراء الحرب ...
ابي من لي غيرك لاقاسي معه آلام الحياة
ظلك يرافقني اينما ذهبت بالكاد انساه لبرهة
ليذكرني به عطره الفواح فأعود لاغط في حزن
عميق ...اخاله يحتضنني بشدة لكن ماذا بعد
فقد مات ابي انها مجرد اوهام اصطنعها عقلي
لكي اهدأ لكني لم اصدق حتى الان حقيقة موته
وبينما استمع لخلجات نفسي بأفكارٍ هنا وهناك
سمعت صوتاً ما بالخارج فسارعت لارى ماذا هناك
وقفت امام الباب فرأيت انفجاراً كبيراً يلتهم الاخصر واليابس
فعادت بي الذكريات لارى اشلاء ابي المبعثرة لا لا
ابي لم يمت بعد انها مجرد افكار رعناء اذهبي عني ...
مرت الايام وحياتي اشبه بالجحيم اخرج من كابوس لادخل بآخر
يا الهي متى الخلاص مما اعانيه وفي كل لحظة يأس ارى
ابي امامي بعينيه البنيتين وشعره الناعم يتمتم
بكلمات جميلة وبعدها يذهب سريعاً كالدخان
لكني اشعر بالارتياح عند رؤيته وكلامه معي
حسناً علي تقبل الامر ان اقاسي الحياة لوحدي...
مرت الايام وقررتُ ان اصبح موسيقية اعزف على
اوتار الحزن فأصبحت موسيقاي لها نكهة خاصة فهي
تشبهني تماماً وتعبر عن حزني والالامي وصارت
موسيقاي صديقةً لي عند حزني (يخلق من الشبه اربعين) !
وانا اربعينُ شبهي في اختلاف اوتاري ولحن قيثاري ...
الان انا اقوى من اي وقتٍ مضى حسناً سأنتقم لابي ...
تطوعت كجندية مع الجيش وعادة لا يسمح للنساء بالقتال لكني
اصريت على ذلك ولاقيت اشد انواع التدريب وحانت لحظه المعركة
حسناً كان قاتل ابي قناصاً وسمعت من بقية الجنود ان هناك
قناصاً فعلي توخي الحذر .يا الهي لا يمكنني ان اقتله بسهولة
فقررت الذهاب عبر الادغال لكي لا يمكن ان يراني
وبعد تتبعي لمكان خروج الضوء المتقطع وصلت لذلك المكان
القيت القبض على المجرم واخذت منه الاعترافات لعدد الجنود
الذين قتلهم وكيف تم ذلك ، فقال لا اتذكر منهم الكثير لكن في
احد الايام قتلت شخصاً كان برفقته بنت صغيرة فأخذ يصارع الموت
وما ان ذهبت تلك الفتاه لتجلب له العون انفجر لغماً عليه
فتناثرت اشلاءه بينما هو مسترسل بالكلام استرجعتُ الذكريات
واغروقت عيناي بادموع فعلمت انه هو من قتل ابي فقتلته قبل
ان يكمل حديثه...
"الان انتصرت آلامي على اوهامي"