تغير مشهد الاحتفال بعيد الأضحى المبارك هذا العام في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية والوقائية التي دعا إليها فريق البحرين الطبي لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث التزم غالبية الموطنين والمقيمين بتعليمات التباعد الاجتماعي في أول أيام العيد، حيث اقتصرت تكبيرات العيد في مختلف مساجد المملكة مع إقامة صلاة العيد في البيوت بين أفراد الأسرة فقط، فيما شهدت الشوارع والمجمعات التجارية عزوفا غير مسبوق، واقتصرت التجمعات العائلية على أفراد الأسرة الصغيرة في المنزل.
وقد لجأت بعض الأسر إلى استخدام وسائل الإتصال المرئي عن بعد لتعزيز التواصل مع ذويهم بدلا من التجمعات العائلية الكبيرة.
في الوقت نفسه شهدت السواحل إقبالا متوسطا لرمي الأضاحي كما جرت العادة في كل عام في هذه المناسبة إحياء للطقوس التراثية البحرينية، حيث تواجدت الأسر البحرينية خلال عصر يوم أمس في السواحل العامة مع أطفالهم لرمي الأضاحي في البحر واقتصر جلوسهم في السيارات فقط والمغادرة بعد ذلك.
«أخبار الخليج» تواصلت مع عدد من المواطنين لرصد آرائهم حول كيف قضوا أول أيام عيد الأضحى وسط دعوات بالالتزام بعدم إقامة التجمعات الكبيرة، وإقامة صلاة العيد بين أفراد الأسرة الصغيرة.
صلا العيد
في البداية أكد الشيخ صلاح الجودر أن تأدية صلاة العيد في المنزل مع تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي حتى لو كان ما بين أفراد الأسرة الصغيرة أمر مقبول بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلاد في مواجهة فيروس كورونا.
وأشار إلى ضرورة أن يعي المجتمع أن ما حدث في عيد الفطر المبارك بعدما تضاعفت أعداد المصابين بسبب استهتار البعض في إقامة التجمعات الكبيرة وولائم الغذاء من دون الاعتبار بخطورة الفيروس، لافتا إلى ضرورة الالتزام بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي والتحلي بالصبر والالتزام بالتحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة.
وتحدث المواطن بدر اليافعي قائلا إنه حرص على إقامة صلاة العيد مع أفراد أسرته الصغيرة في منزل والده مع الالتزام الشديد بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وأكد أن الالتزام بالتوجيهات الحكومية واجب وطني يستدعي من الجميع تطبيق كل توصيات الفريق الطبي للحد من تفشي فيروس كورونا.
مشيرا إلى أن الأسرة جهزت مصلى صغيرا في البيت لوالده وأشقائه لإقامة الصلاة مع تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، موضحا أنه اعتاد مع والده وأشقائه إقامة صلاة العيد في المسجد المركزي بمنطقة مدينة حمد، إلا أن هذا العام اختلف الحال بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا.
واتفق مع عمار الحايكي الذي أكد أنه أقام صلاة العيد هذا العام مع والده فقط، مشددا على أن المسؤولية الوطنية تستدعي من المواطنين والمقيمين عدم الاستهتار والتهاون في مواجهة الفيروس، وخصوصا أن غالبية بيوت الأسر البحرينية بها كبار السن، وحفاظا على صحتهم وصحة الجميع، قررنا عدم إقامة صلاة الجماعة بين بقية أفراد الأسرة بسبب ظروف عملهم التي تستدعي منهم مخالطة العشرات يوميا.
موضحا أن هذه الظروف الاستثنائية لن تطول، وخصوصا عندما نتكاتف ونتعاون مع الدولة للمضي في القضاء على هذه الجائحة ولتعود الحياة إلى طبيعتها السابقة.
وقال أحمد سلطان إنه أقام صلاة العيد مع شقيقه ووالده في منزل الأسرة تزامنا مع التوجيهات الحكومية والفريق الطبي للحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن التوجيهات تصب في مصلحة الجميع للمضي في القضاء على تفشي الفيروس أولا، والحفاظ على صحة أفراد الأسرة وخصوصا كبار السن ثانيا.
وأشار إلى أن المجتمع البحريني اعتاد إقامة صلاة العيد في المساجد منذ سنوات مع أفراد الأسرة، ولذلك قد يجد البعض صعوبات في تغيير تلك العادة، ولكن الوضع الاستثنائي الذي نمر فيه يحتم على الجميع الصبر والالتزام في مواجهة الجائحة.
نواصل بعزم
أكد السيد محمد شرف التزامه بتوجيهات الفريق الطبي في مواصلة العزم في مواجهة الفيروس، وخصوصا أيام عيد الأضحى، موضحا أنه قضى نهار أول أيام العيد في المنزل مع أفراد الأسرة فقط، فيما تواصل مع أصدقائه وأفراد العائلة الكبيرة من خلال مواقع التواصل أو الاتصال هاتفيا.
وقال: يبقى الاحتفال بالعيد صعبا على الأسرة البحرينية التي اعتادت الحفاظ على العادات والموروث الشعبي والتراثي بزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء والخروج يوم العيد إلى المجالس ومنازل الأقرباء، وإقامة المشاعر الدينية بالتهاليل والتكبير للخالق جل جلاله.
فيما اقتصر الاحتفال هذا العام بالتجمعات العائلية البسيطة في المنزل الواحد، وتوقف توزيع «العيادي» على الأطفال بسبب الإجراءات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، وتم اقتصارها على التحويل البنكي للأطفال عن طريق «بنفت».
وأشار عدنان أحمد إلى أنه توقف عن زيارة الأماكن العامة منذ فترة طويلة، ولذلك لم يكن هنالك تأثير على أفراد الأسرة خلال يوم العيد من خلال الجلوس في المنزل، مبينا أنه يواصل بعزم الالتزام بتطبيق القواعد والإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الفيروس.
داعيا المواطنين والمقيمين الى الاستمرار في التزامهم بعدم الخروج إلا إذا استدعت الحاجة، مبينا أن الازدحامات التي اعتادها الناس في أيام العيد قلت بنسبة 70% عن الأعوام السابقة بسبب تفشي فيروس كورونا.
لافتا إلى أن الخيارات الموجودة هو الخروج بالسيارة والشراء من المطاعم عن طريق الطلبات الخارجية، والذهاب إلى السواحل مع الأطفال لرمي الأضاحي ومن ثم العودة إلى المنزل.
وبين حسين العالي أنه قضى يوم العيد بين أفراد الأسرة الصغيرة في المنزل تجاوبا مع التوجيهات الحكومية بتطبيق الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي، كما أشار إلى أن الحالة الاستثنائية التي تمر فيها البلاد تستدعي من المواطن أن يعي دوره الوطني تجاه وطنه، وعدم التخاذل والتهاون في مواجهة الفيروس.
أما بخصوص الخروج إلى الأماكن العامة، أكد العالي أن الدولة أتاحت عدة خيارات للمواطنين والمقيمين الخروج ولكن بشروط وقواعد يجب الالتزام فيها، حيث تم توفير سينما خارجية وفتح برك السباحة وحجوزات الفنادق وغيرها، ولذلك على الراغبين الذهاب إلى تلك الأماكن اقتصار وجودهم على أفراد الأسرة فقط.
بدورها تحدثت فاتن حداد موضحة أنها قضت يوم العيد هذا العام بشكل بسيط جدا مع أفراد العائلة الصغيرة، مشيرة إلى ضرورة وقف التجمعات والزيارات العائلية في الفترة الحالية تزامنا مع توصيات الفريق الطبي وللحد من تفشي فيروس كورونا.
فيما أشارت حنان عنان إلى أن حركة الأسواق خلال أيام العيد تؤكد وعي الشعب البحريني في مواجهة فيروس كورونا، وأن ما حصل من بعض الازدحامات قبل يوم العيد اعتيادية بسبب أن غالبية الأسر خرجوا لشراء احتياجات ومستلزمات العيد من أطعمة وحلويات وفواكه وملابس وهي ما اعتاد عليها المجتمع البحريني ولا يمكن أن تقف بسبب تفشي الفيروس.
موضحة أن الجميع ملتزم بارتداء الكمامات والقفازات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي في جميع الأماكن العامة.
وأثنت على الجهود والقرارات الحكومية التي أعطت المواطنين والمقيمين حرية التسوق والتنقل بالرغم من الظروف الحاصلة، لافتة إلى أهمية عودة الحياة الطبيعية وانتعاش الأسواق المحلية كما اعتادها الجميع مع شروط عدم الاختلاط نهائيا خلال هذه الفترة.
وتطرقت أمل ناصر إلى خصوصية يوم العيد، حيث تتطلب منه مبادلة فرحة العيد بتوفير قدوع العيد في المنزل حتى وإن لم يتواجد أحد، مؤكدة أن شراء الاحتياجات اللازمة ضروري لأيام العيد، وجمعة الأسرة على وليمة الغذاء من أهم عادات وتقاليد عيد الأضحى المبارك.
وقالت إن المرأة اعتادت على الذهاب إلى الصالونات وشرا الملابس الجديدة وزيارة الأصدقاء في المناسبات، إلا أن هذا العيد اختلف الحال بسبب تفشي الفيروس والتزام الجميع بقضاء العيد في المنزل.
إحياء التراث البحريني في العيد
في زمن كورونا.. حرص الآباء في عيد الأضحى المبارك على إحياء التراث البحريني في هذه المناسبة المتمثلة في احتفال الأطفال بإلقاء أضحيتهم الصغيرة في البحر مرددين أنشودة «حية بيه