الجان - وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ
الجن نوع من الخلق مخلوقين قبل خلق الانسان وذلك قوله تعلى بسورة الحجر والجان خلقناه من قبل من نار السموم الاية السابعة والعشرون ، وهم امم وقبائل مختلفة وذلك قوله تعالى بسورة الاحقاف أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن الاية الثامنة عشر .
وان في اصنافهم رجالا ونساءا مختلفة اشكالهم ومتعددة وظائفهم يتكاثرون بالتوالد والتناسل وذلك قوله تعالى بسورة الجن وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن الاية السادسة .
لهم حواس وشعور وارادة وادرك ابلغ من الانسان في الحركة والانتقال واداء الاعمال وهم مكلفون كالأنسان بالعبادة وذلك قوله تعالى بسورة الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون الاية الرابعة والخمسون .
لهم اصوات شاهقة واسماع مسترقة وذلك قوله تعالى بسورة الجن انا سمعنا قرانا عجبا يهدي الى الرشد فامنا به الاية الثانية ، اما صفاتهم فمنهم الصالحون ومنهم القاسطون وذلك قوله تعالى بسورة الجن وانا منا المسلمون ومنا القاسطون الاية الرابعة عشر .
قال رسول الله صلى الله عليه واله خلق الله الجن خمسة أصناف صنف حيات وصنف عقارب وصنف حشرات الأرض وصنف يطيرون في الهواء وصنف كبني ادم .
للجان القدرة على التشكل بصورة الحيونات وكثيرا ما تميل الى صورة الكلب والقطط والاسود وغيرها .
وقد تصور الشيطان بصورة القط الاسود للفراعنة فعبدوه وان اللون السود فيه قورة الحرارة واجتمع للقوى الشيطانية .
سئل رسول الله صلى الله عليه واله مما خلق الله تعالى الكلب قال خلقه من بزاق ابليس ولهذا تميل الجن الى التشكل بصورته وعنه صلى الله عليه واله انه قال الكلاب من ضعفة الجن فاذا اكل احدكم طعاما وشيء منها بين يديه فليطعمه او ليطرده فان لها نفس سوء .
وعنه صلى الله عليه واله قال لولا ان الكلاب امة لأمرت بقتلها بقتلها ولكن خفت ان ابيد امة فاقتلوا منها كل أسود بهيم .
وعن أبي حمزة قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام بين مكة والمدينة اذا التفت عن يساره فاذا كلب اسود فقال مالك قبحك الله ما اشد مسارعتك واذا هو شبيه بالطائر فقلت ما هذا جعلت فداك فقال هذا عثم بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلد .
وكان الرجل من العرب اذا نزل الوادي في سفره ليلا قال اعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفاء قومه وكانوا يعتقدون ان الجان حافظهم وذلك قوله تعالى بسورة الجن وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا .
والاحداث والاخبار في ذلك كثيرة كمثال واقعة الثعبان في مسجد الكوفة بينما كان أمير المؤمنين الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب على منبره في مسجد الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر وجعل يجر ويرقى حتى دنا من أمير المؤمنين عليه السلام فارتاع الناس من ذلك وهمّوا أن يدفعوه عن الإمام عليه السلام فقام الثعبان ثم انحنى الإمام على الثعبان حتى التقم الثعبان إذنه فتحير الناس من ذلك وهو يحدثه فسمع من كان قريبا كلام الثعبان ثم زال عن مكانه وأمير المؤمنين عليه السلام جعل يحرّك شفتيه والثعبان كالمصغي إليه ثم سار الثعبان وخرج وعاد أمير المؤمنين عليه السلام إلى خطبته وأتمها فلما فرغ نزل من المنبر فاجتمع إليه الناس يسألونه عن حال الثعبان والأعجوبة فيه فقال عليه السلام ليس ذلك كما ظننتم وإنما كان ذلك حاكما على الجن فالتبست عليه قضية وصعبت فجاء ليستفهمها فاهمته إياها فدعا لي بالخير وانصرف.