يعتقد فيزيائيون أن الحضارة يمكن أن تنهار في غضون عدة عقود، وبأن هناك فرصة بنسبة 90% لحدوث ذلك.
وقال الباحثون إنه ما لم تغير البشرية مسارها بشكل جذري، فإن نهاية الحضارة باتت في الأفق الآن. وكشفوا أن إزالة الغابات وتدمير الموارد الطبيعية للكوكب، يمكن أن تؤدي إلى نهاية 10 آلاف سنة من الحضارة في غضون عقود، مع الإشارة إلى أن هناك فرصة بنسبة 10% فقط لاستمرار الحضارة - وهذا هو "السيناريو الأكثر تفاؤلا".
وكشفت دراسة، نُشرت في مجلة Scientific Reports، أن إزالة الغابات ستدمر آخر غابات كوكبنا خلال الـ 200 عام القادمة.
ولكن نهاية الحضارة ستأتي في وقت أقرب بكثير من هذا، كما توقع فريق معهد "آلان تورينغ" البريطاني، وجامعة "تاراباكا" في تشيلي.
وجاء في الورقة البحثية: "من الواضح أنه من غير الواقعي أن نتخيل أن المجتمع البشري لن يتأثر بإزالة الغابات، إلا عندما تُقطع الشجرة الأخيرة".
وبدلا من ذلك، يعتقد الباحثون أن نهاية الحضارة التي نعرفها، ستأتي في غضون عقود.
وقبل هيمنة البشرية على الكوكب، كانت الأرض مغطاة بـ 60 مليون كم مربع من الغابات. وأوضحت الدراسة أنه بسبب إزالة الغابات، يوجد الآن أقل من 40 مليون كم مربع منها.
وتلعب الغابات والأشجار دورا كبيرا في الحفاظ على النظام البيئي للأرض تحت السيطرة، وكلما قل عدد الغابات، قل عدد الأشجار المنتجة للأكسجين، ناهيك عن الدمار في الجزء السفلي من السلسلة الغذائية - وكلاهما يساعد في الحفاظ على الإنسانية.
وتابعت الورقة البحثية: "من المستبعد جدا أن نتخيل بقاء العديد من الأنواع، بما في ذلك جنسنا، على الأرض بدون الغابات. وسيؤثر التدهور التدريجي للبيئة بسبب إزالة الغابات بشكل كبير على المجتمع البشري، وبالتالي فإن الانهيار البشري سيبدأ قبل ذلك بكثير".
وخلصت بالآتي: "في الختام، يوضح نموذجنا أن الانهيار الكارثي في عدد السكان، بسبب استهلاك الموارد، هو السيناريو الأكثر ترجيحا للتطور الديناميكي القائم على المعايير الحالية. ونستنتج من وجهة نظر إحصائية أن احتمال بقاء حضارتنا نفسها، يعادل أقل من 10%، في السيناريو الأكثر تفاؤلا. كما تظهر الحسابات أنه، مع الحفاظ على المعدل الفعلي للنمو السكاني واستهلاك الموارد، ولا سيما استهلاك الغابات، بقي لدينا بضعة عقود قبل انهيار لا رجعة فيه لحضارتنا".
وتظهر المحاكاة التي يديرها العلماء، أن ازدهار السكان يقوضه معدل إزالة الغابات.
وتابع التقرير: "يحدث انهيار كارثي سريع في عدد السكان، قبل أن يصل في نهاية المطاف إلى حالة استقرار منخفضة أو الانقراض الكلي. نطلق على هذه النقطة في الوقت المناسب "نقطة اللاعودة"، لأنه إذا لم يتغير معدل إزالة الغابات قبل هذا الوقت، فلن يتمكن السكان من الحفاظ على أنفسهم، وسيحدث انهيار كارثي أو حتى انقراض".