TODAY - October 11, 2010
غذاء الرجل يؤثر على خصوبته الجنسية
المنتجات الحيوانية والنباتية تختلف في تأثيراتها
كمبريدج ولاية ماساشوستس الأميركية
على الرغم من هذا التبسيط المبالغ فيه للأمور، فإن هذه المقولة السابقة تحمل في طياتها بعض الحقيقة.
وفي الواقع فإن غذاء الرجل له تأثير ملموس على خطر إصابته بالكثير من الأمراض الشديدة، ومنها: النوبة القلبية، السكتة الدماغية، ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، الأورام السرطانية، وأيضا، بالطبع، السمنة.
ولكن، هل يغير غذاء الرجل أيضا قدرات خصوبته؟ الإجابة، وفقا لبحث من إسبانيا، هي نعم!
* الغذاء والخصوبة
* بهدف تقييم تأثير الغذاء على الخصوبة، درس العلماء حالة شركاء الحياة من الذكور لعدد من الزيجات الذين ترددوا على عيادات الإخصاب لمعالجتهم. وقد استثني من البحث الرجال المصابون بحالات شاذة معروفة في تركيبتهم الجينية، أو الهرمونية.
وقدم كل رجل متطوع مشارك عينتين على الأقل من سائله المنوي لتحليله، كما قدم معلومات حول تناوله لـ96 مادة غذائية خلال فترة سنة ماضية سبقت الدراسة. وقاس الباحثون أيضا مستويات الهرمونات التناسلية وجمعوا معلومات عن العوامل الأخرى التي ربما كان بمقدورها التأثير على نوعية وجودة الحيوانات المنوية (الحيامن)، ومنها: التدخين، وزن الجسم، تناول الكحول، والتعرض للملوثات.
ووظف الباحثون المعايير التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية، وقسموا المشاركين في البحث إلى مجموعتين: مجموعة من 30 رجلا كانت نوعية الحيوانات المنوية لديهم سيئة، ومجموعة أخرى من 31 رجلا كانت نوعية الحيوانات المنوية لديهم أفضل. ولم يختلف أفراد أية مجموعة عن أفراد المجموعة الأخرى فيما يتعلق بالتدخين، تناول الكحول، السمنة، التعرض للملوثات، أو في مستوى الهرمونات، إلا أنهم اختلفوا في غذائهم.
* تدهور جودة الحيامن
* وظهر أن الرجال الذين كانت نوعية الحيامن لديهم أسوأ، تناولوا منتجات أكثر من اللحوم، البطاطا، ولبن الزبادي، مقارنة بالرجال الذين كانت نوعية الحيامن لديهم أفضل. وبخلاف ذلك، فقد ظهر أن تناول الحليب منزوع الدسم، المحار البحري، الخضراوات، الفواكه، والحلويات، يرتبط بزيادة جودة الحيوانات المنوية.
ما الأمر الأساسي الذي يربط، كما يبدو، بين الغذاء وجودة الحيامن؟
رغم أن الدراسة قيمت أنواع الأغذية بدلا من تقييم العناصر الغذائية، فإن من الظاهر أن الرجال الذين لديهم حيوانات منوية أفضل كانوا يستهلكون أكثر: الكربوهيدرات، الألياف والفيتامينات (ومن ضمنها المواد المضادة للأكسدة)، ولكنهم يستهلكون كميات أقل من البروتينات والدهون.
وكانت اللحوم والألبان موضع اهتمام خاص؛ إذ إن المركبات الكيميائية السيئة مثل مركبات «ثنائي الفينيل متعددة الكلور» polychlorinated biphenyls أو PCBs))، والمبيدات العضوية، والهرمونات الجنسية، كلها تذوب في الدهون؛ لهذا فإنها يمكن أن تدخل في تركيب الأغذية الغنية بالدهون مثل اللحوم ومنتجات الألبان كاملة الدسم.
وعلى الرغم من أن الدراسة الإسبانية لم تقيم تأثير هذه المركبات بشكل مباشر، فإن الأبحاث السابقة أشارت إلى ارتباط تلك المركبات بتدني الخصوبة؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أن تناول المرأة لحوم البقر بكميات عالية خلال فترة الحمل قد يكون له تأثير سيئ على نمو الخصيتين لدى جنينها الذكر.
إن غذاء الرجل له تأثير كبير على صحته، وإن تم إثبات نتائج الدراسة الإسبانية فإن تأثيرات الغذاء على الرجل ربما ستشمل الأجيال المقبلة من ذريته.