تقول الشاعرة :-
أقولُ دعني، وأعني : لا تخلّيني
وأدّعي الصبرَ والأيامُ تكويني ..
من أولِ العمرِ والأوجاعُ تسكنني
والحزنُ يعرفني من بدءِ تكويني ..
أقولُ دَعني وأرجو أن تكذّبها ،
وأن تصدّقَ ما ترمي بهِ عيني ..
وأن تساعدَ أجزائي وتجمعها ،
وأن تلملمَ أشلائي، وتؤويني ()
وأن تسامحَ ما أهذي بهِ وجعًا ،
فإن ما قلتهُ أضعافَ يؤذيني
وأن تسكّن آلامي، وتُسكِتها
وأن تحاصرَ ما أخشى، وتحميني ..
وأن تظلَّ معي حزنًا وعافيةً ،
بدافعِ الحبِّ تبقى، لا لترضيني !
أقولُ دعني،
و " دعني " كم تعذّبُني !
وكم يزيدُ عذابي لو تجافيني ..
وكم يمزّقُ قلبي ما أخبئهُ
خوفًا عليكَ، ويُدميني كسكّينِ
إذا رأيتَ جراحاتي مُسنّنةً ،
وإن رأيتَ حروفي كالثعابينِ ..
وصحتُ دعني،
فلا تذهب وخذ بيدي
ولا تدعني لأحزاني فتُنهيني ..
وضمّني ضمّةً تقتصُّ من وجعي ،
حتّى تُضَمَّ دمانا في شراييني ()
حتّى تثورَ بكاءاتي وتُخمدَها ،
حتّى بدفئكَ ما أبكيهِ تُنسيني ..
وادفن بصدركَ آهاتٍ أُغالبُها ،
وامسح بكفّك دمعاتي، وواسيني..
أقولُ دعني،
فلا تأبهَ بها أبدًا ،
وهاتِ كفّكَ في كفيَّ واحويني ..
أنا الغريبةُ لا ملجا ولا وطنٌ ،
وفيكَ لاقيتُ أوطاني، عناويني ..
فلا تكن كبلادي في أذيّتها ،
ولا تكن كبلادِ الناسِ، تَنفِيني ..
أقولُ دعني،
وأعني : كن معي سندًا
أرجوكَ إن قلتُ دعني، لا تخلّيني ()
.....
وشهد شاهد من أهلها
لا تكتمل حياة أحدهما دون الآخر
ولا تفسد أيضًا .. هذه سنة كونية !
اقتباس يلهمك ؟!
..