آمن رجل من الأعراب برسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه المهاجرة معه بإحدى الغزوات، وبعد انتصار المسلمون بغزوة “خيبر” قام رسول الله بتقسيم الغنائم بينهم كعادته، وأوصاهم رسول الله بإعطاء الأعرابي نصيبه الذي اقتسمه له، وعندما فعلوا ما أمرهم به رسول الله، لم يقبل به الأعرابي وذهب إلى رسول الله وقال له: “يا رسول الله ما على هذا اتبعتك (لم أؤمن بك من أجل الغنائم)، ولكني اتبعتك على أن أرمى هنا (مشيرا بيده على حلقه) فأموت فادخل الجنة”، فقال رسول الله: “إن تصدق الله يصدقك”؛ إنه رجل تمنى الشهادة في سبيل الله وصدق مع خالقه في طلبه قولا وفعلا، وبيوم دخل هذا الأعرابي في قتال فرجع المسلمون به إلى رسول الله مقتولا، فسألهم: “هل هو ذلك الأعرابي؟”، فأجابوه: “نعم يا رسول الله”، فقال الرسول: “صدق الله فصدقه الله، وكفنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم صلى عليه ودعا له: ” اللهم إن هذا عبدك، خرج مهاجرا في سبيلك، قُتل شهيدا وأنا عليه شهيد”.