أمَا خَطَرَتْ ببالِكِ ذكرياتي؟ ..
ألَمْ يَهزَزكِ شوقٌ أو هُيامُ ؟ ..
أمَا قاسَيتِ ظُلمَ الليلِ ؟ قولي ..
أوَاعَجَبي لِجفنِكِ إذ يَنَامُ ..
ألَمْ تَعصِرْكِ لَحظاتُ اشتياقي؟ ..
أمَا جَافاكِ يا وَجَعي المَنامُ ؟ ..
أمَا تَمْتَمتِ لو هَمسًا بِاسمي ..
وَ خَانَ الكبريَاءَ بكِ الكلامُ ؟ ..
أمَا فَكّرتِ أن تُبدي اتصَالًا ..
يُطَمئنُ وَحشَتي فيهِ السلامُ ؟ ..
أوَاعَجبي لقلبكِ كيفَ يَقسو ..
على قَلبي وَ قدْ طالَ الخصامُ ..
أقاسي الليلَ مِن فرطِ اشتياقي ..
تُقَلّبني الموَاجعُ وَ السقامُ ..
وَ بي وَجدٌ تَغلغَلَ في ضُلوعي ..
وَ خارتْ مِن صَبابَتِهِ العظامُ ..
وَ بي مِن حُزنِ مَا أشكو أنينٌ ..
تَناقَلَهُ العَواذِلُ وَ اللِئَــــامُ ..
تَعَالي وَ اصطَفيني مِن ضَياعي ..
وَ عودي كي يَعودَ لَنا الوِئامُ ..
وَعدتُكِ أن أغيبَ ، وَ خُنتُ وَعدي ..
فَشلتُ إزاءَ مَا فَعلَ الغَرَامُ ..
وَ حَقِّكِ مَا سَلوتُ وَ رقَّ جَفني ..
وَ ما تَابَ الفؤادُ المُسْتَهامُ ..
فَليتكِ تعلَمينَ بما أقاسي ..
كأنَّ اليومَ دونَ لِقاكِ عامُ ..
جعفر الخطاط