.... يَــا حَــادِيَ الــرُّوح ....
سَلِ المَشِيبَ ..غَدَاةَ الرَّكْبِ سَارَ بِهمْ ..
هَلْ كانَ في الحَيِّ إلاهُمْ يُؤَاوينَـا ..؟
هُمْ أهلُ فَضْلٍ ولا تَخفَى مَكَانَتُهُمْ ..
جَابُوا البِِطَاحَ .. وسَارُوا في مَآقِينَـا ..
يَا آلَ لَيلَي .. خُذُونِي اليَومَ عَبدَكُمُ ..
إنَّ الـعَبـيـدَ لَـدَيكُـمْ في عَـلالِينَـا ..
لَوْ تُعلِمُونَـا ..فَلا ضَيرٌ ولا ضَرَرُ ..
لَكنْ رَحِيلُكُمُ بَغْتَاً ..طَغَى فِينَـا ..
بِاللهِ يَا سَادَةً مِنْ طِيبِ يَثْرِبَ .. لَوْ
عَـزَّ اِّللقَاءُ ..فَـلا تَنْسُوا المَسَاكِينَـا ..
.
مَاكَـانَ بِالبَالِ أنِّي قَد أُفَـارِقُـكُـمْ ..
شَبَحاً نَحِيلاً بِكُمْ .. قَد بَاتَ يُذوِينَـا ..
جَِدُّوا المَسِيرَ ورُوحِي هَاجَرَت مَعَهُمْ ..
هَلْ مِنْ سَبيلٍ لِحَادِي الرُّوحِ يُبقِينَـا ..
هَلْ مِنْ سَبيلٍ .. فقَد أرِقَتْ بِهِمْ مُهَجٌ ..
مُـذْ سَـارَ رَكْـبُـهُـمُ يَطـوِي الأرَاضِينَـا ..
يَا حَادِيَ الرُّوحِ خُذ رُوحِي بِرِفقَـتِكُـمْ ..
باللهِ خُـذهَـا .. فَـلا أُنْـسٌ يُوَاسِينَـا ..
مِنْ يَومِ مَا هَاجَروا والدَّمعُ يَجرَحُنَـا ..
إنَّ السُّهَـادَ يَكَـادُ اليَـومَ يُردِينَـا ..
قَد عَلَّقونَا بِهِمْ .. مِنْ قَبلِ مَا رَحَلُوا ..
كَانَ الرَّحيلُ عَلَى الأعنَاقِ سِكِّينَـا ..
إنَّا عَلَى العَـهدِ "يَا أهلَ العُهودِ" بِكُمْ ..
أنتُمْ كِرَامٌ ..فَلا تَنْسُوا المُحِبِّينَـا ..
لا يَنْسَ عَهدَاً كِرَامُ الحَيَّ عِندَكُمُ ..
فَكيفَ أنتُـمْ إذَا نَحـنُ المَـوَالِينَـا ..؟
مَنْ كَانَ في نِـعَـمٍ والفَـضْلُ يَغمُرُهُ ..
مَنْ غَيرِ شُكْـرٍ فَقَد ضَلَّ المَوَازِينَـا ..
هيثم قويضي