لا تغريني العلاقات التقليدية أبداً، و لا حتى الكلاسيكية منها، ما زلت حتى الآن أؤمن بقصص الحب الجنونية، و أدرك أنها لا توجد بالأفلام فقط كما يقولون، ما زالت تستوقفني الوردة التي أراها بين أشيائي دون سابق إنذار، مع ظرفٍ يحتوي "صباح الخير" فقط، بدلاً من ألف باقةٍ ورد وهمية ترسل إلي من خلف شاشة جامدة لا روح فيها، و المحاولات الكثيرة التي تبذل لكسر الحواجز و الرسميات، كالجلوس سهواً الى جانبي أو قصد المكان الذي أكون فيه، بدلاً من تكرارا طلب الصداقة مئة مرة و كسر الحواجز بسرعة عبر تعليقات متكررة، ما زال يعنيني تذكر عيد ميلادي من دون "الفايسبوك " يذكرّك به، و حفظك لتلك التفاصيل الصغيرة التي أُدهش بها، ما زلت أؤمن بحلاوة اللقاء الأول و تعابير الوجه المرتبكة، رعشة القلب و خجله، المجهود الكبير لكسب لقاء آخر و المرور بكل مرحلةٍ بكامل جماليتها، دون حرق المسافات و المراحل و القفز عنهما، ما زلت أفرح جداً بالكلام الجميل، رغم علمي بأن المواقف سيدة الحب، لكنه لا ضير بأغنية حب أو بيت شعر و لو كان ركيكاً، طالما أنه يسقي ألف وردة ذبلت داخلي، ما زلت أؤمن باللحظات السرية التي نلتقط صورا فيها بعيدا عن مشاركتها على صفحات إفتراضية إيماناً منا بأنها جميلة لأنه لم يشاركنا بها أحد.
مازلت أؤمن بالحب بالطريقة التي تجعلني دائما أشعر بأنّني عصفور يعيش بالبحر و من حوله يأمرونه بأن يسبح.
م