النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع:

رسائل، نوفيلا، قصص .. ثلاث كتب سريعة في زمن كورونا

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 361 الردود: 8
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 86,871 المواضيع: 20,592
    صوتيات: 4589 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 60766
    آخر نشاط: منذ 10 ساعات
    مقالات المدونة: 1

    رسائل، نوفيلا، قصص .. ثلاث كتب سريعة في زمن كورونا




    “اكتشفت اليوم فئة من الكتب تستطيع عوالمها أن تنفرج لك في أي وقت فتكتب قراءة مركزة عنها، كما تتميز بصلاحيتها للقراءة في أي وقت: أثناء الانتظارات الطويلة في الشوارع المزدحمة، في الفرجة المسترخية قبل النوم، وسط استراحات الأعمال والمطارات، أو في العوالم السوداء لفجوات الأسِرّةِ العتيقة”.

    تبدو القطعة أعلاه كضربٍ من الخيال الجميل الماض: ازدحام ؟ مطارات ؟ شوارع ؟

    1- ثلاث كتب سريعة في زمن كورونا

    ألتمس العذر منكم، قد كتبتها في زمن تلاه ما يعاش الآن: حيث أضحت الملامسة كابوساً، والازدحام انجرافاً نحو الهاوية، أما المطارات… تلك الذكرى البعيدة للتحليق التي لا ندري متى تعود.

    كان بالإمكان حذف هذه المقدمة لتناقضها مع واقعنا المعاش، إلا أن هذه التوطئة لا زالت مناسبة لخلق تصور عن نوعية الكتب التي اخترت الكتابة عنها اليوم.

    2- 84، شارع تشارينغ كروس

    الرياض، الثلاثاء 12 صباحاً
    31 مارس 2020
    اليوم الثامن من منع التجول

    يوم السبت أنهيت مراسلات هيلينا وفرانك، (زفرة طويلة وحارة!)
    هيلينا هانف: كاتبة وباحثة أمريكية مستقلة، لديها ولع بالطبعات النادرة والقديمة، فرانك دويل: مكتباتي داهية، يعمل في مكتبة ماركس وشركاه المستعملة، التي تقع في 84 شارع تشارينغ كروس وسط لندن.

    رأيت الكتاب على الشاشة أولاً. لم أقاوم مشاهدة الفيلم المقتبس من هاته المراسلات قبل -قراءتها- حين علمت أن أنتوني هوبكنز قام ببطولته، أنا لا أستطيع الصمود أمام هذا الإنجليزي العتيد في أي عملٍ له، شاهدت الفيلم، ونقلني هوبكنز باقتدار لعالم المكتباتيين الشغوفين عبر أدائه لشخصية فرانك.

    فيما عشقت حياة هيلينا! كاتبة حرة، تعيش اليوم بيومه فحسب، جسدت دورها آن بانكروفت بتقمص رائع لشخصية الكاتبة النحيلة. قامت هيلينا بجمع المراسلات بينها وبين فرانك في كتاب صغير أرخ ارتباطاً من نوع خاص بين موظف في متجر كتب مستعملة وقارئة محترفة.

    يجذبك هذا الكتاب كقارئ بسبب بساطته وخفته واقتضابه. فيما تغلغله لداخلك: نفاذ، سلس، مريح. وحين بلغت الرسالة التي أرسلتها جوان تود -سكرتيرة مكتبة ماركس وشركاه- لهيلينا تبلغها بوفاة فرانك، سقط حزن مفاجئ وحقيقي داخلي، نما ذلك الحزن من حولي وبت أرى هيلينا وهي تكتب بحماسة وشغف، غير مهتمة سوى بأن تجد عزلتها المريحة للكتابة، مع الطعام الذي تحب والتبغ الذي تفضل، مع كتبها التي توفرها لها رفقة فرانك المتفهمة في الجانب البعيد من العالم.

    مع عزلة جائحة الكورونا سقط ذلك الحزن داخلي عميقاً وحقيقياً، وبت حقاً قلقة بألا أحقق ما أريده في هذه الدنيا: القراءة وسط مكتبتي التي أحلم، كتابي الحقيقي والذي سيجد طريقه حقاً لقارئه، رفقة متفهمة، التفرغ للكتابة الحرة.. التفرغ التام كما كانت هيلينا منزوية داخل شقتها التي تحوي ضروريات حياتها: أريكتها البسيطة، سجائرها، رسائل فرانك، ومطبخها وحمامها المليئان بالصراصير!

    صدرت الترجمة العربية لكتاب “84، شارع تشارينغ كروس” عن دار ممدوح عدوان في 2019، قام بالترجمة: دلال نصر الله، وقُدم سينمائياً عام 1987 بطولة: أنتوني هوبكنز، آن بانكروفت، جودي دينش.

    3- رواية مكعب

    أهداني السيد فيصل غمري روايته “مكعب“، وقد كنا قبل إهدائه لي في معرض تعارف قبل الانخراط في لقاء مرئي نتناول فيه عوالم الكتب وأصحابها، عرفت أنه بدأ مشوار الكتابة في مجال المسرح لتجذبه القصة القصيرة بفضاءاتها المضغوطة المتقنة، ثم جرب نَفَسَه الروائي في مكعب.

    شدني الغلاف السريالي، بدأ السرد ببساطة مباشرة: بساطة رائقة حافظ فيصل على قوامها حتى النهاية، خلال أقل من مئة صفحة جعلتني أصنفها كنوفيلا أو أقصوصة طويلة، كنت مع بطلها في رحلته للسويد بكل تفاصيلها وكأني عشت الأيام الثلاثة فعلاً خارج حدود الجغرافيا والحقيقة. هذه الرواية تجسد قصة لقاء وانكشاف، وتشرح محاولة نجاة الكاتب الذي يبدو غائصاً في دوامة الحب والعلاقات الفاشلة والأدب.

    يلتقي الكاتب ببطلة الرواية المنفية قسراً، والتي تركت قلبها وحياتها في وطنها، عبأت جسدها في الحقائب، كدسته بعناية حتى لا يموت ولا يخدش، ليطمئن قلب والديها، فيما بقيت الروح مذبوحة هناك.

    تبدو تسمية الرواية مرتكزة على حدثٍ جانبي للسائح الأديب، حدث غير مهم لكن أهميته هو في اللقاء المُهَنّدس بين بطل الرواية وموظفة المعرض الفني، والذي حدث بسببية المكعب، مجرد مكعب! ليس له أي معني جمالي أو هندسي سوى أنه: مكعب.

    لغة الرواية بسيطة جداً، مباشرة جداً، تجعلك تفكر بأن بساطتها قد ترمز لعمق القصة ومعناها في السطور القليلة، شعرت بالملل قليلاً بسبب إنشائية الأسلوب في الرواية إضافة لكثرة الكليشهات، لكن نفس فيصل الرائق، وتألق لغة المسرح في روايته جعلني أكملها للنهاية، كما جعلني أتوق للتعرف على نتاج فيصل المسرحي لتميز لغته، وقلة الأقلام المسرحية السعودية.

    صدرت هذه الرواية عن دار روافد للنشر والتوزيع.

    4- تقرير عن الرفاعية

    رنين هاتف قديم يطرق رأسي بإلحاح، يستمر، يستمر، أُنصت بانتباه جدي، أتجاهل تلك الإشارة الغامضة بأن ذلك محض وهم، الهاتف يدق، بتلك النغمة العابقة بالسنين والذكريات، يبتعد كسراب، أتأكد من هاتفي الرابض أمامي كجثة، أنفض رأسي، أعود لكتابي الساحر الذي أقرأه: “تقرير عن الرفاعية” لـ محمد الفولي.

    أمر بصفحاته سريعاً بعدما كانت القراءة الأولى قبل عدة أشهر، أذكر كيف قلبت الغلاف الأخضر الشهي بين يدي، وكيف حاولت تفسير صورة الشيخ الملتحي المعمم مع الأفعى الحمراء لاستنباط فحوى الكتاب. بدأت بفض الورق والقراءة، يروقني الأسلوب السردي، والتفاصيل المروية بعناية لا يسأم معها قارئ، بل تجعله يبتلع الطعم ويؤمن بكل حرف في تقرير الرفاعية.

    قصصٌ متتابعة متفرقة تتوالى بكثافة وسرعة لتحقق هدفاً واحداً، نكتشفه في القصة الأخيرة ونحن: نلهث من الإثارة تارة، ومن الترقب تارة، ومن محاولة فصل خيال الفولي عن سيرته المدسوسة تارة أخرى، وكأنه بهذا -كما قرأت كوصفٍ لأسلوبه- يبدو سارداً مقتدراً بواقعية سحرية ذات رائحة حريفة مشوقة تحمل بصمة اللاتينيين.

    ذاع صيت الفولي كمترجم رائع عن الإسبانية، وصل للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية القصة القصيرة 2019 بهذا العمل الصادر عن دار الكتب خان، يعمل محرراً في القسم الرياضي لوكالة الأنباء الأسبانية في القاهرة. لم أقرأ أيًا من ترجماته بعد، لكن رواية “استسلام” لراي لوريغا -التي قام بترجمتها- تتكئ منتظرة، وأنا أُفضل على الدوام أن أتعرف على الكاتب بمعزل عما يترجم.

    “تقرير عن الرفاعية“ كتاب تستطيع قراءته كرواية خفيفة ذات فصول مقتضبة وشيقة، كما تستطيع قراءته كمتوالية قصصية محبوكة بمهارة. وفي استطاعتك قراءته كحكاية بوليسية متماسكة لمطاردة الرفاعيين لرجل ثلاثيني يحاول فك شيفرة اسم شارع بيت عائلته القديم “إبراهيم الرفاعي”، لكن ليس باستطاعتك أبداً أن تُسْكِتَ ذلك الهتاف المبحوح الذي سيتردد داخل رأسك بعد أن تغلق الكتاب: “محمد … يافولي!”





    فاطمة ابراهيم - أراجيك

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    τhe εngıneereD ❥
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: IraQ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,614 المواضيع: 719
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 17768
    مزاجي: MOOD
    أكلتي المفضلة: Fast Food/Bechamel Pasta
    آخر نشاط: 18/August/2024
    مقالات المدونة: 6
    شكرا الك احمد

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,422 المواضيع: 195
    التقييم: 8872
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    شكرا الك

  4. #4

  5. #5
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة τοиa‌‎‌‎❥ مشاهدة المشاركة
    شكرا الك احمد
    اهلاً بكِ

  6. #6
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيڤين مشاهدة المشاركة
    شُكراً احمد


    اهلاً بكِ

  7. #7
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Sanan مشاهدة المشاركة
    شكرا الك
    شكراً

  8. #8
    سفير السلام ..مراقب عام
    مستشار قانوني
    تاريخ التسجيل: April-2020
    الدولة: العراق.. الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24,696 المواضيع: 1,455
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 49248
    مزاجي: مبتسم
    المهنة: الحقوقي
    أكلتي المفضلة: الباجه.. الكباب.. سمك مشوي
    موبايلي: هواوي =Y9 مع ريل مي 51
    آخر نشاط: منذ 13 ساعات
    مقالات المدونة: 3
    شكرا جزيلا لك اخ احمد

  9. #9
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد الكلمات مشاهدة المشاركة
    شكرا جزيلا لك اخ احمد
    اهلاً بك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال